فى كل يوم بعد ثورة شعبنا فى 25 يناير يفتضح أمر الديمقراطيين الليبراليين العلمانيين المثقفين التنويريين الثوريين المناضلين أمام شعبنا الطيب.
بالأمس خطب ملهمهم ومثلهم الأعلى وأبوهم الروحى أوباما أمام اللوبى الصهيونى فى أمريكا، ولأنه يطمع فى فترة رئاسة ثانية ومن أجل مصلحته الشخصية فإنه باع الحق والعدل والمبادئ التى يصدعون رؤوسنا بها ليل نهار.
لقد أعلن أوباما عن التزامه بدولة إسرائيلية قوية مدججة بالسلاح تردع كل من يفكر فى تهديد أمنها فى مقابل دولة فلسطينية هشة منزوعة السلاح.
وطالب أوباما باستئناف محادثات السلام بين مغتصبى الأرض اللصوص الصهاينة وأصحاب البيت والحق من الفلسطينيين، بينما أعلن رفضه للصلح بين الإخوة الذين يعيشون فى بيت الواحد فتح وحماس.
وطالب أوباما حماس بالاعتراف بدولة إسرائيل (ولم يوضح حدود هذه الدولة، وهل هى المحددة فى قرار التقسيم 181 بـ 56% من مساحة فلسطين، أم التى نراها على علمها ذى الخطين الأزرقين من النيل إلى الفرات، أم التى مساحتها 78% على حدود 67؟)، بينما لم يطالب إسرائيل أو أمريكا أو غيرهما بالاعتراف بحماس الحائزة على أصوات ثلثى الشعب الفلسطينى فى آخر انتخابات تشريعية شهد بنزاهتها العالم أجمع طبقا لمعايير الديمقراطية الغربية.
وهدد أوباما وتوعد الفلسطينيين إذا هم جروءوا على الذهاب إلى الأمم المتحدة للمطالبة بالاعتراف بدولة فلسطينية، بينما يصدعون رؤوسنا كل يوم بالحديث عن الشرعية الدولية والنظام العالمى الجديد واحترام المواثيق والمعاهدات والقرارات.
وإذا كان الأستاذ أوباما قد فعل ذلك، فماذا ننتظر من تلاميذه الذين يدَّعون الليبرالية والعلمانية غير أن يسيروا على نفس الدرب الانتهازى النفعى الذى لا يبالى بالمبادئ فى سبيل المصالح؟.
كلهم يبحثون عن مصالحهم الشخصية الضيقة كأستاذهم أوباما غير مبالين بمصالح الشعب الحقيقية، فبعضهم لا يستحى وهو يطالب بحرمان الشعب من حقه فى أن يختار ممثليه، وأن يستمر العسكر فى الحكم، لأنهم كالخفافيش لا ترتع إلا فى الظلام، وبعضهم يطالب بتأجيل الانتخابات البرلمانية من أجل أن يستعد لها كى يحقق المكاسب التى ترضيه، وبعضهم ينظر إلى الشعب بازدراء ولا يراه أهلا للحرية والاختيار، وبعضهم لا يترد فى تمزيق نسيج الوطن الواحد ووحدته الوطنية ويهيج فريقا على آخر من خلال أخبار كاذبة وشائعات مغرضة، وبعضهم لا يتردد فى الكذب والافتراء ولصق التهم الباطلة بتيار رئيسى فى هذا الوطن واستخدامه كفزاعة للداخل والخارج.
ولأوباما وتلاميذه أقول باسم الأغلبية الساحقة من شعب مصر الطيب مسلميه ومسيحييه:
انتظروناـ نحن أبناء الشعب الحر الأبى- فإنا قادمون لنشر الحق والعدل والحرية والكرامة لكل البشر، نحن أصحاب الحضارة الأصيلة المتجذرة فى تربة مصر العطرة، نحن المضحون الباذلون لرقى وطننا الحبيب من أرواحنا ودمائنا وأموالنا وحريتنا لا المتلقون للمنح والشيكات، نحن أصحاب المبادئ التى لا تتبدل ولا تتغير الثابتون عليها لا على المبالغ، نحن الصادقون إذا قلنا، والأمناء إذا اؤتمنا، والمُخْلصون إذا فعلنا، والمُصلحون إذا مُكِّنا، نحن المجمّعون للشمل، المطفئون للحرائق، المتقدمون عند المغرم، المتأخرون عند المغنم، نحن العاملون فى صمت، المنكرون للذات، المترفعون عن الصغار والصغائر، المهمومون بالوطن والمواطن.
خالد إبراهيم يكتب: كلهم يبحثون عن مصالحهم الشخصية
الأحد، 29 مايو 2011 10:15 م
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة