محمود الحضرى

جمعة الغضب الثانية رسالة إلى دعاة البطولة

الأحد، 29 مايو 2011 05:16 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أثبتت جمعة الغضب الثانية أن تيارات التغيير السياسية وشباب ثورة 25 يناير أقوى وأكثر قدرة من قوى سياسية عتيقة فى المجتمع، وعلى الرغم من تأكيد تيارات قديمة وتدعى السيطرة على الشارع، من أن جمعة الغضب ستكون ضعيفة لانسحابها وعدم مشاركتها، الى أن المشاركات جاءت أقوى وأكثر تأثيرا.

الرسالة من كثافة المشاركة كانت واضحة للقوى الأخرى، وهى أن شباب الثورة ووقودها قادرون على تحريك الشارع، وحسم العديد من المواقف، والتأكيد مرة أخرى على أن نجاح ثورة 25 يناير نجاح شبابى، ولجيل جديدة كليا، ولا فضل لأى تيار على ما تحقق حتى الآن.

والملفت للنظر أيضا أن غياب رموز الساحة السياسية الراهنة، لم يكن له أى تأثير على الاطلاق على حجم المشاركة، وجاءت الدلائل تبرهن من جديد بأن احتكار الشارع السياسى من جانب تيار أو آخر كلام خال من المضمون، ومجرد شعارات وغوغائية اعلامية، فالشارع المصرى قادر على تحريك نفسه.

ولاشك أن أهم دروس ثورة 25 يناير أنها كشفت الحقائق وعرت جميع القوى لتظهر الحقائق، وتصبح الأمور صفحة مكشوفة أمام الجميع، وأن ادعاءات البطولة مجرد كلام، تستخدمه التيارات السياسية لإثبات الذات.

أعتقد أن استمرار الخلاف حول "مليونية" مظاهرات الغضب، لم تعد هى المحك، والأهم من وجهة نظرى هو آليات التنظيم وتحديد الأهداف من أى تحرك شعبى من خلال المظاهرات أو غيرها، فان اختيار يوم الجمعة أمر هام، يوم لاتتعطل فيه حياة الناس، ومصالحهم، وعدم التأثير على حركة الانتاج، والتى نحن بحاجة اليها أكثر من أى وقت مضى.

ثم جاءت جمعة الغضب،أو "جمعة القضاء على الفساد السياسى"، محددة الأهداف، من أجل حشد جماهيرى يطالب بسرعة حسم المواقف من محاكمة الفاسدين، واستبعاد الرموز التى تدور حولها الشبهات، بعيدا عن مدى علاقتها بالنظام السابق من عدمه.

ولم يحل عدم وجود القوى الأمنية والعسكرية فى ميدان التحرير بالشكل الذى شهدته مظاهرات أخرى دون توافد الجماهير على الميدان، من غاب عن ميدان التحرير لم يخرج عن حالة خوف من البلطجة.

ومرة أخرى ثبت بكل يقين بأن الشارع المصرى هو صاحب القرار فى مصيره، وقد حدد طريقه دون انتظار لاملاءات من أحد سواء كان شخصا أو تيارا، ومن هنا تصبح الدعوة القادمة أن تركز على كيفية دعم الاقتصاد الوطني، فى مرحلة أعتقد أنها خطيرة للغاية، فالقضية الاقتصادية فى هذه الأيام، وإيجاد برامج لتجاوزها لابد ان تكون شعار المرحلة.

وعلينا أن نتلمس الأمور بشكل دقيق، خاصة بعدما بدأت تلوح فى الأفق سياسات تدخل من خلف عباءة المساعدات الخارجية، وان كانت مطلوبة وحتمية، لكن الارتكان اليها وجعلها حلا رئيسيا، سيدخلنا فى سياسات أفسدت حياة مصر فى عهد "فساد مبارك".

كلمة أخيرة متأخرة:
بقى أن أشير هنا، ولو أنها جاءت متأخرة، الى أن الزخم الذى نالته ثورة شباب 25 يناير فى "منتدى الإعلام العربى" فى دبى مؤخرا، أثبت الأهمية التى تحظى بها مصر، وكافة تحركاتها، وأنها ستظل رغم أكثر من 30 عاما من الغياب هى قلب العروبة النابض.

وكان شباب الثورة هم البطل فى كافة حوارات المنتدى من مختلف توجهات وجنسيات الضيوف، وفشلت كافة محاولات اعلاميين مصريين وللأسف، اكتساب بطولات لأنفسهم، بينما احترمت فعلا وزاد احترامى للأستاذ حمدى قنديل، عندما اكتفى بالقول "لابد أن نرجع الفضل فيما نحن نعيشه إلى البطل الشهيد "التونسى" محمد بوعزيزى"، ولم يدعى بطولات كما ادعى آخرون.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة