محمد حمدى

جريمة تصدير الثورة الأهلاوية للكويت!

الأحد، 29 مايو 2011 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حسب العديد من الصحف المصرية والعربية، ألقت قوات الأمن الكويتية، مساء الجمعة الماضى، القبض على عدد من جماهير الأهلى فى الكويت، بعد خروجها من مباراة الأهلى والسالمية الكويتى، التى أقيمت مساء الجمعة، لتأبين الراحل رجل الأعمال الكويتى عبد المحسن الخرافى.

وحسب ما تناقلته الصحف، فإنه حرى القبض على أعضاء جروب ألتراس ديفيلز الكويتى وألتراس ديفيلز المصرى بدعوى أن دخلة الجروب فى المباراة تحوى تحريضاً للشعب الكويتى من أجل الثورة ضد النظام الحاكم فى الكويت.

وكتبت جماهير الأهلى فى بداية المباراة دعوة إلى الوحدة العربية، لكن بعض الصحف قالت إن السلطات الكويتية اعتبرتها محاولة لتصدير الثورة، وتأليب الرأى العام الكويتى ضد حكامه.
ولم ترد أنباء عن الإفراج عن المقبوض عليهم من عدمه، لكن الصحف أيضا أشارت إلى أن السفير المصرى تدخل لدى السلطات الكويتية التى وعدت بالإفراج عن المحتجزين خلال 24 ساعة.

هذه الواقعة ينبغى، فى الحقيقة، التعامل معها على مستويين، الأول المستوى الرسمى الكويتى الذى أبدى انزعاجاً غير مبرر من لافتات تدعو إلى وحدة العرب وتضامنهم، صحيح أن الوضع السياسى فى الكويت غير مستقر، من ناحية وجود دعوات شبابية للتغيير، وأزمة برلمانية مستعصية بين الحكومة ومجلس الأمة، انتهت بحل وسط يقضى بتأجيل استجواب رئيس الوزراء الكويتى لمدة عام، إضافة إلى توتر مكتوم بين الشيعة والسنة، نابع من تدخلات إيرانية غير خفية ليس فى الشأن الكويتى وحده، وإنما فى الخليج العربى بشكل عام.
ورغم كل هذه الأجواء، فإنه كان ضرورياً على السلطات الكويتية التحلى بسعة الصدر، وعدم تحميل الأمور أكثر مما تحتمل، فلا أعتقد بأى حال أن دخلة جماهير الأهلى فى المباراة كانت ستؤدى إلى أى نوع من الغضب أو الاحتقان السياسى بالكويت، بينما التعامل الأمنى غير المبرر معها وبهذا الشكل حولها إلى أزمة، يمكن أن تتفاعل أكثر من المفترض.

المستوى الثانى للتعامل، وهو الخاص بجماهير كرة القدم، ومعروف حسب قوانين ولوائح الفيفا وتعليماته، فإن كرة القدم فى العالم يجب أن تكون رياضة خالصة، بعيدة عن السياسة، ويفترض حسب اللوائح توقيع عقوبات على اللاعبين والأندية والجماهير التى ترفع لافتات أو تطلق شعارات سياسية أو عنصرية فى مباريات كرة القدم.

وما أتمناه من جماهير الأهلى وغيرها من الجماهير المصرية والعربية، التعامل مع كرة القدم باعتبارها لعبة رياضية، يجب أن نبعدها عن السياسة، وألا نسمح للسياسة بالتسلل إلى ملاعب كرة القدم، خاصة أنه فى مباريات الدورى العام أثناء انتخابات مجلس الشعب الأخيرة رفعت لافتات لتأييد مرشحين، وبما أننا مقبلون على انتخابات برلمانية ورئاسية فيجب على اتحاد الكرة والأندية والأمن التنبه إلى ضرورة تنقية كرة القدم من السياسية، لأنها لو دخلت الملاعب ستحولها إلى جحيم.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة