يبدو أن المخاوف من خطف الإسلاميين والتيارات المتطرفة للثورة على غرار الثورة الإيرانية 1979، والتى رغم مدنيتها إلا أنها وصفت فيما بعد بالثورة الإسلامية، لا تنحصر على مصر فقط، وإنما تطال تونس التى هى بالتأكيد مهد ثورات الربيع العربى.
ويشير أندرو جيليجان مراسل الصنداى تايمز، إلى أن تونس التى انطلقت منها شرارة الربيع العربى لاتزال تبحث عن نهاية سعيدة وسط التمرد الإسلامى، الذى يجتاح البلاد بعد الإطاحة بالرئيس زين العابدين بن على، يناير الماضى لتسير على دربها العديد من الدول العربية.
وأشار جيليجان إلى المخرج التونسى نورى بوزيد الذى تم تكريمه خلال مهرجان كان ومنحه وسام الشرف برتبة فترس من قبل وزير الثقافة الفرنسى فريدريك ميتران، فلقد تعرض بوزيد لهجوم أحد المتطرفين الإسلاميين عليه بالضرب على رأسه بألة حادة، بسبب طروحاته العلمانية، والتى دائما ما تعكسها أفلامه.
وقال بوزيد وقتها: "إن الهجوم رد فعل غاضب بسبب مواقفى الموالية للعلمانية، ونبذ ثقافة التطرف الإسلامى"، وأضاف: "قد تكون هذه بداية حملتهم ضد علامات الإبداع فى بلادنا والتى لا تتفق مع أفكارهم".
ورغم أن المخرج التونسى الكبير لم يحدد جهة معينة، إلا أنه عقب أسبوع من الحادث دعا مغنى من حزب النهضة الإسلامى إلى ضرب بوزيد بسلاح كلاشينكوف، خلال مؤتمر نظمه الحزب فى 17 أبريل ليهتف الحاضرون "الله وأكبر".
وتشير الصحيفة البريطانية، إلى أنه وسط الأحداث الدرامية فى ليبيا وسوريا واليمن، فإن العالم يبدو أنه نسى أن مهد الثورة تونس التى أطاحت بالديكتاتور فى 14 يناير الماضى، لتبدأ الربيع العربى، لكنها الآن تشهد قلقا متزايدا بأن مهد الثورة الساعية للديمقراطية قد تكون أول بلج يشهد بروز إسلامى فى السلطة ليعود بها إلى الوراء.
وتلفت الصحيفة، إلى أن القمع السياسى فى عهد بن على كان يسير جنبا إلى جنب مع الحداثة، فلم تكن تونس أبدا بلدا محافظا، فحقوق المرأة بها كانت الأكثر تقدما بين البلدان العربية، وبمعايير المنطقة فإنها كانت البلد الأكثر تقدما، وتبدو وكأنها مرسيليا.
وتشير الصحيفة إلى سطوة الإسلاميين على البلاد والمساجد، حتى أنه بمدينة صفاقس كشف الإمام السابق لمسجد المنار حبيب معلول عن إجبار 15 إماما على ترك وظائفهم من قبل نشطاء حزب النهضة الإسلامى، وفى المدارس حتى الأجنبية، منهم من يحاول إجبار الطلاب على ارتداء زى معين.
جانب من ثورة الياسمين
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة