نقاد: اليوميات الأنسب للتعبير عن المراحل الانتقالية

السبت، 28 مايو 2011 12:07 ص
نقاد: اليوميات الأنسب للتعبير عن المراحل الانتقالية مظاهرات ثورة 25 يناير
كتب وجدى الكومى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كلما ابتعد المبدعون عن الحدث، كلما جاءت كتاباتهم أعمق، وعبرت عنه إنسانيا، أفضل كثيرا، من اقترابهم منه، هكذا أتفق عدد من النقاد، على أن "اليوميات"، تظل هى الشكل الأنسب، لما أسموه بالأدب الإنتقالى، الذى يعبر عن ثورة مصر التى لم تكتمل، فيما أشار بعضهم إلى أن الشعر، يظل اللون الأدبى الوحيد بين الأنواع الأدبية، التى تستطيع التعبير عن هذه اللحظة، وإن كانت ستتسم بعض قصائده بنمط "شعر المناسبات".

وقال الناقد الدكتور محمد بدوى، إن المرحلة الانتقالية محددة بأنها الانتقال من نظام إلى نظام، ومن نمط حياة، إلى نمط آخر، لذلك لا ينتج المبدعون خلالها أعمالا عظيمة، وإنما ينتج نوعا من المذكرات أوأبيات الشعر، التى يرصد فيها هذا الانتقال، ويكون هذا العمل، أو القصيدة، موثقا بطابع " أدب المناسبات".

ولفت بدوى النظر، إلى أن رصد هذا الانتقال السياسى، ليس من طبيعة الأدب، مدللا بكتاب " عشرة أيام هزت العالم" لجون ريد، الذى رصد فيه أهم أحداث الثورة الروسية، مضيفا: هذا الكتاب ينتمى لنوعية اليوميات، لكنه مع ذلك يحظى بإعجاب الكثير ممن قرأوه، بعد سنوات، وهو ما يمكن أن ينتجه الوضع الراهن فى مصر، لأن الثورة لم تزل فى وضع الاكتمال، لكن لن تعبر عنها أعمال روائية عظيمة الآن.

وقال الناقد الدكتور سيد البحراوى: ما يكتبه المبدعون من أعمال خلال الفترات الإنتقالية، يكون أدبا إنتقاليا أيضا، يتحكم فيه الحس الإنفعالى، لكن حينما يمر الزمان، يستطيع الكتاب، أن يتعمقوا فى ملاحظاتهم، وتخرج أعمالهم أعمق، وأعتقد أنه خلال عام أو عامين، سنرى أعمالا تجسد هذه المرحلة الإنتقالية بشكل أفضل، لأن العمل الأدبى لا يجب أن يكون عاكسا كالصورة الفوتوغرافية، للحدث، وإنما يجب أن يقوم بإعادة بناءه، والأديب عليه دور إعمال الطاقات الإنسانية فى تأمل الحدث، وفهمه، وتخيله.

فيما لفت الناقد الدكتور هيثم الحاج على، إلى أن الأعمال الأدبية، التى صدرت، خلال السنوات الخمس الأخيرة، يمكن أن نعتبرها أعمالا عبرت عن مراحل إنتقالية، لسبب هو أن الثورة لا يمكن أن تحدث، فجأة، وإنما نتيجة لمرحلة إنتقالية، كبيرة، أدت إليها.

وتابع الحاج على: يمكننا على هذا الأساس أن نصنف الأدب الساخر، الذى رصد عدة مشكلات لمصر خلال المرحلة السابقة، أدبا يعبر عن المرحلة الإنتقالية، وكذلك الأعمال الروائية والقصصية التى صدرت للكتاب الشبان، شكلا من أشكال الكتابة المعبرة عن المرحلة الانتقالية، وترسخ لمرحلة أدبية جديدة متمردة، على الأشكال والقوالب القديمة.

وأضاف الحاج على: دورنا خلال المرحلة القادمة، رصدى فقط، فالمبدعين، يجب أن يسجلوا ملاحظاتهم، وربما ينشروها أيضا فيما يعرف بأدب اليوميات، ثم يبدأون بعد ذلك، فى ترتيب أوراقهم، لذلك يكون الشكل التوثيقى، هو الأنسب حاليا، من بين الكتابات الإبداعية الأخرى، للتعبير عن المرحلة الانتقالية.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة