خليل الكوافى يكتب: "العِمَّة" فيلم الموسم

السبت، 28 مايو 2011 09:03 م
 خليل الكوافى يكتب: "العِمَّة" فيلم الموسم محمد بديع مرشد الإخوان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اشتريت عِمَّةً أضعها بجانبى وأنا أشاهد التلفزيون فإذا ظهر أحد قيادات الإخوان المسلمين أرتديها فورا لعلها تساعدنى على الاقتناع بما يقول على شاكلة أن حزب الحرية والعدالة هو حزب معبرعن الجماعة، ولكنه منفصل تمامًا فى إدارته عنها، مع أن رئيس الحزب ونائبه وأمينه العام اختارهم مجلس شورى الإخوان، وثلاثتهم أعضاء فى مكتب الإرشاد ومن قياداته، وأتساءل هل سيكون الدكتور عصام العريان أيام السبت والاثنين والأربعاء ناطقا رسميا باسم الإخوان المسلمين، مدافعا عن أدبيات الجماعة وتاريخها الفكرى، وفى أيام الأحد والثلاثاء والخميس يكون ممارسا لدوره نائبا لرئيس الحزب الذى يمكن أن يترأسه قبطى أو ناقصة عقل ودين فى يوم من الأيام؟، وهل سيتأكد من اليوم والتاريخ قبل أن يجيب على الأسئلة الموجهة إليه فى البرامج الحوارية، عموما لم تفلح العِمَّة فى إقناعى وفى الإجابة على تساؤلاتى مع أننى لم أجد عِمَّةً أكبر منها مقاسا فى السوق.

أصبح أسلوب الإخوان المسلمين فى التعاطى والتفاعل مع الحالة السياسية مثل أسلوب الحزب الوطنى المنحل، أسلوب متعال لا يعير اهتماما للمنطق ولا يقيم وزنا لإعمال العقل ولا يراعى الحد الأدنى من احترام عقول المصريين أوالمتابعين للشأن المصرى ويستخف بقدرة البشر على الفهم والتحليل، بل تعدى الأمر حتى وصل إلى الانتهازية السياسية وأشير فى هذا المقام إلى واقعتين أولاهما بطلها الدكتور محمد البلتاجى، الذى تطرق فى مؤتمر عقد فى الغردقة إلى الاحتجاجات التى صاحبت تعيين اللواء عماد ميخائيل محافظا لقنا، قائلا إن من أوقف حركة القطارات فى قنا هم بطلجية يجب أن تشل الثورة أيديهم وبعد استياء الحاضرين لأن الكثير منهم من أبناء محافظة قنا، أوصل أحدهم إليه قصاصة تلفت انتباهه فتحول سريعا إلى الثناء على أهل قنا وقبائلها مبديا رفضه للكوتة والأساس الطائفى لتعيين المسئولين، طبق الدكتور البلتاجى مبدأ تسويق السلعة حسب نوع الزبون فإن كان الزبون شابة بصحبة خطيبها قال بائع الورد الماكر"أنتم أكيد حبايب" وإن كان الزبون امرأة فاتها قطار الزواج قال البائع متسائلا "هل حضرتك قريبة سعاد حسنى؟" لا بد أن نظرة الدكتور البلتاجى بعد انتهاء المؤتمر كانت شبيهة بنظرة بائع الورد وهو يضع ثمن الورد فى جيبه.

أما ثانى الوقائع فبطلها الدكتور عصام العريان الذى قال معلقا على الأزمة الليبية إن الإخوان مع رحيل القذافى، ولكن ضد التدخل الأجنبى، أى أن المستمع الذى يريد أن يرحل القذافى سمع ما يريد والمستمع الذى لا يريد أن يرحل القذافى أو هو متوجس من التدخل الأجنبى أيضا سمع ما يريد، و لم يهتم الدكتورعصام بخطورة تنامى شعور لدى المسلمين فى العالم برفض التدخل الأجنبى نتيجة مثل هذا الكلام، مما يؤثر قطعا على الجهود الدولية المبذولة لمنع تعرض الليبيين إلى الإبادة الجماعية وتجنب الدكتور عصام أن يقول لنا ما الكيفية التى يمكن أن يرحل بها العقيد و"اشترى دماغه" وأتمنى ألا أزعجه بالقول أن أنهارا من دماء الليبيين الشجعان الأبطال تسيل، دعت الشيخ يوسف القرضاوى الذى آذاه القتل الممنهج الذى تمارسه آلة القذافى العسكرية الجهنمية إلى نفى صفة الحرب الصليبية عن التدخل الأجنبى فى ليبيا لأنه جاء بطلب من الليبيين أنفسهم ومن جامعة الدول العربية.

على الإخوان المسلمين أن يعيدوا حساباتهم، فهم بنوا شعبيتهم على توسم الناس فيهم الصدق والنزاهة والتواضع وأذكرهم أن شرف الغاية ونبل الوسيلة هما السبيل إلى النجاح، عليهم ألا يعيدوا إنتاج الفيلم الذى سقط جماهيريا وأؤكد لهم أن الشعب المصرى (ينحنى كاتب هذه السطور إجلالا لهذا الشعب العظيم) لن يقبل أن يشاهد نفس الفيلم القديم بأبطال جدد وديكور مختلف.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة