"شراء الأصوات" و"خيانة التحالفات".. عنصران أساسيان يحكمان لعبة الانتخابات فى مؤسسات وكيانات عديدة.. وداخل أروقة الاتحاد الدولى لكرة القدم التى تتأهب لانتخابات على كرسى الرئاسة بين السويسرى جوزيف بلاتر والقطرى محمد بن همام، يزداد الحديثُ عن العنصرين السابقين خاصة فى ظل الغياب التام للرقابة على "دولة الفيفا".
المراجعة التاريخية لشريط "انتخابات الفيفا" تصحبه شبهات كثيرة عن "شراء الأصوات" و"خيانة التحالفات".. وتلتصق التهم بالبرازيلى جواو هافيلانج الذى تولى رئاسة الاتحاد الدولى بين عامى 1974 و1998، وكذلك بالسويسرى جوزيف بلاتر الرئيس الحالى للفيفا والذى يجلس على مقعده "الوثير" منذ 1998.
عام 1974، شهد بداية الاتهامات، حين نجح البرازيلى هافيلانج فى الفوز بالرئاسة وسط حالة من الجدل عن "شرعية هذا الفوز"، واتهامات بـ"سلوكيات غير أخلاقية" منحت هافيلانج مقعد الرئاسة.
وذكرت وقتها تقارير إنجليزية عديدة أن الرجل البرازيلى الذى أطاح بالسير ستانلى روس الإنجليزى الذى ترأس للفيفا 13 عامًا، قام بشراء أصوات العديد من الأعضاء من أجل الفوز فى الانتخابات، ورصدت تقارير قيمة ما أنفقه وبلغ نحو 330 ألف دولار أمريكي. ظل هافيلانج فى مقعده 24 عامًا، وقرر عام 1998 عدم الترشح مجددًا للانتخابات، لتأتى الفرصة للسويسرى جوزيف بلاتر ليقفز على المنصب.
وصول بلاتر الحاصل على بكالوريوس الاقتصاد من جامعة لوزان السويسرية إلى رئاسة الفيفا، كسر القاعدة التى كانت شائعة قبل ذلك بأن يتولى رئاسة الاتحاد الدولى لكرة القدم رجلا من أهل اللعبة وذلك بدايةً من الفرنسى روبرت جويرين أول رئيس للفيفا وصولا إلى البرازيلى جواو هافيلانج، ولكن كيف وصل إلى هذا المنصب؟.
تقارير صحفية عديدة، وكتب وأبحاث ودوريات، صدرت منذ تولى بلاتر منصبه وحتى يومنا هذا، صبت فى اتجاه واحد هو أن الرجل السويسرى دفع مبالغًا طائلة للصعود إلى رئاسة الفيفا، بعض التقارير قالت إن بلاتر حدد "تسعيرة" يدفعها لكل من يمنحه صوته وقيمتها 100 ألف دولار أمريكي، ونجح من خلالها فى الصعود للمنصب الأعلى فى عالم الساحرة المستديرة.
ويدعم هذه التقارير، شهادة الصومالى فرح أدو نائب رئيس الاتحاد الإفريقى لكرة القدم آنذاك، والذى قال إنه بلاتر عرض عليه رشوة قيمتها 100 ألف دولار لشراء صوته فى الانتخابات والفوز برئاسة الفيفا على حساب منافسه السويدى لينارت يوهانسون رئيس الاتحاد الأوروبى آنذاك.
ومع اقتراب الانتخابات المقبلة لرئاسة الفيفا بين بلاتر وبن همام.. تلوح فى الأفق أنباءً عن احتمالية قيام المرشحين بأعمال فى الخفاء للصعود إلى كرسى الرئاسة، خاصة أن تاريخ الثنائى مُلوث باتهامات عن اللجوء للأموال لشراء الأصوات. وبعيدًا عن بلاتر، فبن همام يحضع حاليًا للتحقيق بتهمة دفع رشاوى لأعضاء فى اللجنة التنفيذية للتصويت لبلاده لاستضافة مونديال 2022.
كان بلاتر بدأ حملة "تشوية إعلامي" لـ"بن همام" حيثُ أيّد الاتهامات التى تشير إلى أن قطر فازت بتنظيم المونديال عن طريق الرشوة، وكلف بالفعل جهاز الانتربول الدولى بالتحقيق فى تلك الادعاءات، كنوع من الحرب النفسية التى يمارسها على بن همام لاقصائه عن منافسته..
يُذكر أن الرجل السويسرى لم يجد تحديات كبيرة من منافسيه فى انتخابات التجديد السابقة حيث نجح عام 2002 فى تحقيق فوز ساحق على الكاميرونى عيسى حياتو رئيس الاتحاد الافريقي، بعدما حصل على 139 صوتاً مقابل 56 لحياتو، ثم فاز بعدها عام 2007 بالتزكية.
قائمة رؤساء الفيفا
1904:6 فرنسا روبرت جويرين 1
1906:18 إنجلترا دانيال وولفال 2
1921:1954 فرنسا جوليس رايميت 3
1954:5 بلجيكا رودولف سيلدرايرز 4
1956:61 إنجلترا أرثر دريوري 5
74 :1961 إنجلترا السير ستانلى روس 6
98:1974 البرازيل جواو هافيلانج 7
: الآن1998 سويسرا جوزيف بلاتر 8
الطريق إلى عرش الفيفا "2"
انتخابات الاتحاد الدولى .. تاريخ طويل من الفساد والرشاوى
السبت، 28 مايو 2011 06:37 م