شهدت ورشة عمل عن "السلفيين والتحول الديمقراطى" حالة من السجال الطريف بين النخب المشاركة المختلفة، حيث توجه المتحدث باسم الدعوة السلفية عبد المنعم الشحات بالحديث للكاتبة فريدة النقاش رئيس تحرير جريدة الأهالى، متسائلا "متى سترتدين الحجاب"، فردت عليه "يوم أن تحلق ذقنك".
من جانبه أكد سامح فوزى الباحث والكاتب الصحفى أن الاختلاف بين العقائد والمذاهب فى المجتمع الحديث لا يترتب عليه إضرار بالوضع القانونى للمواطنين المختلفين، لأن الضمانة الأساسية فيه تكون للدستور المكتوب، الذى يمثل العقد الاجتماعى الذى تلتئم حوله جماعة المواطنين، ويتمتع جميعهم بالمساواة الكاملة فى الحقوق القانونية والسياسية والاجتماعية، مضيفا أنه لا يحق لفريق من المواطنين أن ينتقص حق فريق آخر فى المواطنة، استناداً إلى قراءة خاصة به للنصوص الدينية التى يؤمن بها، أو يمارس القوامة فى المجال العام عليهم تعبيراً عن تفرد دينى خاص يشعر به، موضحاً أن مسألة الإيمان وعدم الإيمان من قبيل العلاقة الشخصية بين الإنسان وربه، أما الضمانات والحقوق فهى من أركان الدولة الدستورية القانونية التى يستدفئ بظلها، ويعيش فيها المواطنون دون تفرقة بينهم لأى سبب كان.
وقال فوزى، خلال الجلسة الثانية حول علاقة السلفيين بالأقباط، والتى جاءت ضمن فعاليات "ورشة السلفيين ومستقبل التحول الديمقراطى"، والتى نظمها مركز موارد التنمية ومركز رؤى للدراسات والبحوث، أمس، إذا كان السلفيون قرروا الخروج من عزلتهم، ومباشرة النشاط السياسى، فإن هذا يقتضى القبول بقواعد العمل فى المجال العام، وهى تختلف كلية عن قواعد العمل فى المجال الخاص، مضيفا أن أحد أهم متطلبات وجود رأى عام حقيقى هو "غياب المصادرة"، سواء من جانب السلطة السياسية، أو من جانب القوى السياسية والاجتماعية فى علاقاتها بعضها البعض، موضحا أنه عادة ما يتهم الإسلام السياسى بمصادرة المجال العام، رغم أنه ليس هو الفصيل السياسى الوحيد الذى يفعل ذلك.
وتابع فوزى "لا ديمقراطية بلا مواطنة متساوية، وهو أمر لا يتحقق إلا فى ظل مجال عام مفتوح، لا يعرف القوامة الدينية أو الوصاية من فصيل على آخر"، منتقدا النظرة السلبية من التيار السلفى للأقباط، مشيرا إلى أن هناك مبالغة من السلفيين عند الحديث حول التجهيزات العامة للأقباط من خلال بعض الحوادث التى تشهد خلافات بين الجانبين، مشيرا إلى أن ذلك يخالف الاجتهادات الدينية المعاصرة.
فى المقابل رد عليه على عبد العال الباحث والمتخصص فى شأن التيار السلفى، بأن هناك أيضا هجوما من الكنيسة والأقباط على الإسلام، وقال "الرجل الثانى فى الكنيسة انتقد القرآن وهناك هجوم منهم، ومطالبات بطرد المسلمين وإعادتهم إلى شبه الجزيرة العربية"، مشيراً إلى أن الانتقادات للسلفيين بشأن موقفهم من الأقباط فيها ادعاءات كثيرة وتحامل على السفليين.
فعلق عليه "فوزى" قائلا "هناك فارق كبير جدا بين النقاش العقيدى بين متخصصين وبين العوام"، مشيراً إلى أن الاحتقان موجود بين المسلمين والأقباط منذ حوالى 10 سنوات، مطالبا بمشاريع تجمع الاثنين، "ومع مرور الوقت الناس هاتتغير وننسى موضوع التقسيمات".
من جانبه رد عبدالمنعم الشحات المتحدث باسم الجماعة السلفية على الكاتبة فريدة النقاش قائلاً "لو بدأنا به يبقى النقاش هايتقفل"، مضيفا أن معظم القوانين وضعية "لا ينفع أن نغلب الدين على مرجعية حقوق الإنسان كده المرجعية اختلفت"، مضيفا أن التفسير الأرثوذكسى قريب من الإسلام، وأن حركة تحرير المرأة هى جزء من الحركة الشيوعية التى تنادى بشيوعية المال والجنس، لكن فى الإسلام العلاقة بين الرجل والمرأة علاقة تكاملية كما لا توجد حضارة فى الدنيا أنصفت المرأة مثل الإسلام.
الشحات لفريدة النقاش: "هاتتحجبى أمتى".. وترد: "لما تحلق دقنك"
السبت، 28 مايو 2011 11:13 م