مفكرون: المراحل الانتقالية للثورات أشد عنفا مما نشهده

الجمعة، 27 مايو 2011 06:16 م
مفكرون: المراحل الانتقالية للثورات أشد عنفا مما نشهده الدكتور مصطفى اللباد
كتب وجدى الكومى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رغم أن المشهد الانتقالى المصرى لم يزل فى بدايته حتى الآن، إلا أن فريقا من المفكرين اعتبره مبشرا، وأقل وطأة من غيره من المراحل الانتقالية، لثورات عالمية، وصلت الثورة المصرية التى اندلعت شرارتها فى الخامس والعشرين من يناير الماضى، إلى مصافها، مثل الثورة الفرنسية، والثورة الروسية، وحتى التحولات التى شهدتها ألمانيا وإيطاليا بعد سقوط الدكتاتوريين هتلر وموسولينى بهما.

قال المؤرخ فخرى لبيب، إن الكاتب الفرنسى ألكسندر دوماس، تعاطف فى كتاباته، مع الطبقة الملكية، التى قامت ضدها الثورة الفرنسية، ورصد صداماتها العديدة التى قامت ضدها، والصراعات التى واجهتها الطبقة الملكية، مشيرا إلى أن ما يميز أى ثورة، كيفية قيادة مرحلتها الإنتقالية، مضيفا فى تصريحات خاصة لليوم السابع: كانت الثورة الفرنسية حاسمة فى التاريخ، من حيث نقلها المجتمع من المرحلة الإقطاعية للرأسمالية، وكذلك نقلت الثورة البلشفية المجتمع الروسى من نظامه الإمبراطورى إلى الإشتراكية، لكن الصراع سرعان ما تولد بين قادة الثورتين، لاختلاف اتجاهاتهم، وآراءهم، فمنهم من كان متشددا، ودعا لقتل خصوم الثورة، ومنهم دعا لمعاملتهم بلطف.
وأضاف لبيب: صدام قادة الثورة، لإختلاف رؤيتهم، ولد هذا العنف الشديد، فى المراحل الإنتقالية للثورتين، فوقع بين لينين وستالين صراعا على الرؤى، ولم يتم حسم هذا الصراع، إلا فى عهد ستالين، الذى أجهز على خصومه، والمثل تقريبا حدث بين قادة الثورة الفرنسية، وهو ما لا يحدث لدينا فى مصر، نظرا لعدم وجود قادة للثورة.

ولفت لبيب النظر إلى أن المرحلة الانتقالية، فى مصر، تشهد ظرفا مختلفا، وخطيرا أيضا، ليس به الصراع المعهود بين قادة الثورتين، مضيفا: لدينا عداء للديموقراطية، منذ عهد جمال عبد الناصر، أدى إلى تهميش جميع الآراء السياسية، بالإقصاء، وغابت القيادات الثورية، رغم أن الثورة التى قامت يوم 25 يناير، حملت نفس شعارات مظاهرات عام 1945، فالشباب الذى تحرك مع جماله، وعظمته، لم يكن له قيادة، فى مواجهة محاولة بعض الأحزاب السياسية فى مصر، تغليف خطابها باسم الدين.

وقال لبيب: الإخوان المسلمون والسلفيون يقومون بعملية تكفير سياسية، لمعارضيهم، وحديثهم عن زواج الإخوانية بالأخوانى، وعدم اعترافهم بديانة الليبراليين، يشير إلى خطورة وصول هذا الفصيل الحزبى، إلى الحكم، فهم من الآن، يرون أن من يخالفهم يخالف ربنا، على أساس أنهم يمثلون الله على الأرض.
الدكتور مصطفى اللباد رئيس مركز الشرق للدراسات الإقليمية والإستراتيجية، ومؤلف كتاب "حدائق الأحزان، إيران وولاية الفقيه" الصادر عن دار الشروق عام 2006، يرى أنه من الصعب أن نتنبأ بما سيحدث فى مصر، خاصة أن المراحل الإنتقالية دائما مختلفة، مشيرا إلى أن مصر حتى الآن، لم تقم بإحلال سلطة جديدة محل السابقة، والمرحلة الإنتقالية، هى الوقت الذى يمتد حتى حدوث ذلك، لذلك يتولد الصراع خلال المرحلة الانتقالية بين الأطياف المتصارعة على السلطة، مضيفا: بعد إزاحة مبارك، تركزت موازين القوة، فى يد المجلس العسكرى، والإخوان المسلمين، ولو نجحت مظاهرات غدا الجمعة، ستتغير خارطة هذه الموازنات، لذلك يقف الأخوان والسلطة العسكرية فى مصر، ضد مظاهرات الجمعة.

ولفت اللباد، النظر إلى أن المرحلة الإنتقالية فى روسيا استمرت ما بين ثورتها الأولى عام 1905، وثورتها الثانية عام 1917، واستمر الصراع حتى أفلح الشيوعيون فى الحصول على السلطة، عام 1917، لينتقل الصراع بعد ذلك داخل معسكر واحد، هو الحزب الشيوعى.

ويضيف اللباد: فى فرنسا استمر الصراع سنوات طويلة، بعد قيام ثورتها، وفى إيران، وصلت حكومة تحالفية إلى الحكم، بعد التخلص من الشاه، ثم سرعان ما دار صراع بين الليبراليين والتيار الدينى، حتى انتصر الأخير فى نوفمبر 1979، وتربع الخومينى على الحكم، لكن ذلك يرجع لسببين، يخصان الثورة الإيرانية، ولم يحدثا عندنا، وهما وجود الشخصية الكاريزمية " الخومينى" والثانى، عداء السلطة العسكرية للثورة.

ويؤكد اللباد، على أن عدم وجود قائد يلتف حوله المصريون، وينتمى إلى التيار الدينى مثلا، أو إلى تيار آخر، قد يكون ميزة وعيب فى آن، لصالح مصر، مضيفا: لا أعتقد أن المشهد سيتكرر بحذافيره فى مصر، لأن التيار الإسلامى لدينا لا يسيطر على الجيش، أو على الأمن، إضافة لغياب السلطة الكاريزمية، وعليه فنحن أفضل حالا.

ويشير الشاعر شعبان يوسف، إلى أن المشهد المصرى لم يزل فى مقدمته، حتى الآن، لكنها بأى حال من الأحوال، لن تصل للعنف، الذى وصفته كتابات فريدريك إنجلز فى مقدمته لكتاب ماركس "الثامن عشر من بروميير"، حيث أشار إلى صراعات طبقية، أودت بحياة آلاف مؤلفة، من الفرنسيين، واستمرت لمدة خمسين سنة.
وتوقع يوسف، أن تختلف الأمور فى مصر، عن ذلك، مشيرا إلى أن الصراع الطائفى مثلا اختفى فى مصر، عندما خفتت قبضة الدولة، وزاد المد الثورى، خلال 18 يوم، مضيفا: المناخ الجاهل، يساعد على تأجيج هذه الصراع، فتقدمنا نحو الديموقراطية، يساعد على زوال الطائفية، الموجودة مثلا فى سوريا، أو العراق بين العلويين والسنيين.

وأكد يوسف على أننا لن ندخل مثلا فى صراعات مع الطبقة الحاكمة الجديدة، لأن ثورة يوليو، رسخت أن يكون الحكم لأبناء الشعب، لكننا بحاجة فقط، للتخلص من أثار 60 سنة ظلامية ديموقراطية، رسخت تسببت فيها ثورة يوليو.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة