معبر رفح.. وتحرير القدس

الجمعة، 27 مايو 2011 07:09 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قبل الأربعاء الماضى كانت الفصائل الفلسطينية خاصة حركة حماس تضع معبر رفح على رأس أولوياتها، بل إنها وضعته فى مرتبة متقدمة على الأولويات الأخرى مثل المصالحة مع فتح أو تحرير الأراضى الفلسطينية، أو مواجهة الزحف الإسرائيلى المستمر على القدس وتهوديه بشكل يومى، وكانت حماس وغيرها من الفصائل المتواجدة فى قطاع غزة تعتبر أن هذا المعبر هو مفتاح حل لكل مشاكلها، وحاولوا خلال الفترة الماضية تصوير مصر على أنها "خانقة " لفلسطينيى القطاع.
رغم أن هؤلاء يعلمون تماماً أن المعبر مفتوح بشكل دائم منذ 1 يونيو 2010، ولم يغلق إلا فى الإجازات الرسمية فقط، ولكنه مثل أى معابر أخرى، لابد من التدقيق فى من يعبر من خلاله، لأنه فى النهاية معبر بين دولتين، وللعبور قواعد يجب احترامها، ومن ضمن هذه القواعد أن تكشف مصر عن هوية الداخلين إليها، وليس هذا من قبيل "الخنق" على الفلسطينيين، وإنما هى آلية طبيعية تتعامل بها كافة الدول مع بعضها البعض، وهى أيضاً آلية يعلم الفلسطينيون أنفسهم أن المسئولين المصريين تجاوزوها أكثر من مرة، للتخفيف عن معاناة سكان القطاع، بأن سمحوا للأفراد بالعبور من وإلى القطاع فى الأوقات غير الرسمية.

اليوم، وبعد أن فتحت مصر المعبر بشكل دائم فعلى الإخوة الفلسطينيين أن يراعوا آليات فتح وغلق المعبر، ومن ضمن هذه الآليات التى يجب احترامها، أن هذا المعبر مخصص لعبور الأفراد فقط، أما حركة التجارة فمكانها معبرى كرم أبو سالم والعوجة، فهما مجهزان للقيام بهذه المهمة على عكس معبر رفح، فضلاً عن أن تمسك مصر بأن تكون حركة التجارة عبر كرم أبو سالم والعوجة له أسبابه التى أراها هامة فى إطار سعى مصر المتواصل لحماية الحقوق الفلسطينية، فمصر عندما قال مصدر رسمى بها، إن رفح للأفراد فقط، فهى بذلك لا تريد أن تعفى إسرائيل من مسئولياتها كسلطة احتلال لا تزال مسيطرة على قطاع غزة، وهو ما يرتب على تل أبيب مجموعة من الالتزامات الدولية، ومنها على سبيل المثال توفير مقومات الحياة للقطاع، وقد بذلت مصر خلال الفترة الماضية جهودا مكثفة لتوضيح هذه الصورة للمجتمع الدولى الذى كان يعتبر أن الانسحاب الإسرائيلى أحادى الجانب من القطاع فى 2005، يعنى أن القطاع تحمل مسئوليته، وهو أمر مغلوط ، لأن مصر تريد أن يتعامل المجتمع الدولى مع القضية الفلسطينية ككل، لا فرق بين القطاع والضفة الغربية، فكلاهما لازال محتلاً من جانب إسرائيل، مثلهما فى ذلك مثل القدس وبقية مدن وقرى 67.

الآن، وقد قررت مصر فتح المعبر بصفة دائمة، وسبقت هذا القرار بانجاز المصالحة الفلسطينية التى كان يعتقد الكثيرون أنها لن تأتى، فلم يكن أمام الفلسطينيين الآن بكافة فصائلهم وتوجهاتهم السياسية، سوى الوقوف خلف قرار واحد يعيد لهم حقوقهم المسلوبة، فقد آن الأوان أن يتحدثوا كفلسطينيين عن القدس الذى تبتلعه المستوطنات الإسرائيلية يوماً تلو الأخر، وقضية اللاجئين والحدود والأمن وحق العودة وشكل الدولة المستقبلية وحقوق الشعب الفلسطينى، هذا هو الأهم.. حتى يستطيعوا تعويض السنوات الأربع الماضية التى ضاعت فى الخلاف والانقسام بين حركتى فتح وحماس.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة