لو أننا أصبحنا متأكدين تمام الـتأكد، بأن الله سبحانه وتعالى يقدر للعبد منا الخير، حيث كان ومتى كان لتوقفنا عن التفكير المستمر فى المستقبل، وما يسببه لنا من توتر وخوف وقلق دائم، بالإضافة إلى أهم سلبية من سلبيات هذا التفكير، وهى أننا من كثرة تفكيرنا فى المستقبل لا نستطيع أن نحيا حاضرنا، كما يجب أن يكون، وبدلا من أن نستفيد من كل دقيقة تمر بنا، فإن العكس صحيح. فالدقائق والساعات بل والأيام تمر رغبة منا فى مستقبل آمن فيضيع الحاضر ويضيع المستقبل.
كل ما أتمناه من الله أن يهدينا جميعا إلى تمام اليقين بأن الأمة لو اجتمعت على ضرر أى منا بدون إرادة المولى، فإن ذلك لن يحدث أبدا، ولو قدر لنا الخير فى آخر الدنيا فلن يأخذه غيرنا.
ما على الإنسان منا، إلا أن يتوكل على الله حق التوكل بأن يأخذ بالأسباب، ويعلق قلبه برب العباد، وأنه وحده هو القادر على كل شىء، فهو الذى أخرج يونس من بطن الحوت وشق البحر لموسى، وأطعم النملة فى بطن الحجر.
وعلينا أن نعلم أن الله قادر علينا جميعا، وأن قدرته ليس لها حدود، فيا من علقت قلبك بغير الله ارجع إليه واجعل قلبك معلقا به جل فى علاه.
وأقسم لكم أنه بنسبة تقرب من المائة فى المائة من الأشياء التى أفكر فيها كثيرا، وأحمل لها هما يفوق همها تمر بسلام وبدون أى مشاكل، وأعود لأندم لأننى ضيعت وقتا كثيرا بسبب حملى للهموم وبدون داع، فالله هو المدبر وهو القادر، وهو المعين، فاستعينوا بالله وليس بغيره.
