رغم الأحداث المتلاحقة التى تشهدها مصرنا الفترة الأخيرة والتغييرات التى تشهدها البلاد على كل الأصعدة ورغم التحولات التى تشهدها المنطقة العربية تأثراً وتأسيا بالثورة المصرية، إلا أن هناك نغمة تزداد وتيرتها هذه الأيام ألا وهى نغمة الاعتصامات والإضرابات وطلبات التغيير التى لا تنتهى, اعتصامات فى كثير من قطاعات الدولة, سواء كانت حكومية أو خاصة, تؤثر سلبا على الناتج المحلى, وإضرابات عن العمل فى مؤسسات كثيرة, تؤثر على الاقتصاد, كأننا نريد أن تتأزم الحياة اليومية أكثر وأكثر, فلا يمكن أن يتم تغيير نظام دولة بحجم ومكانة وتاريخ مصر, بالإضراب والاعتصام والمظاهرات, أو فى وقت قصير وكأن الحكومة معها عصا موسى.
مثلاً عندما تريد شركة ما تغيير نظام العمل الإدارى, تأخذ فترة من الوقت قد تمتد لشهور, لإتمام عملية التغيير, فما بالنا بتغيير نظام دولة مثل مصر, على ما شهده هذا النظام من رجعيه وتخلف وروتين مزمن, أثر على حياة المواطن بشكل عام, لذا نرجو الصبر والعمل بجد واجتهاد كى تتعافى مصر من مرحلة التغير بسرعة, أرجوكم دعوا الحكومة تعمل وتتفرغ لإصلاح البلد, وتحقيق الأمن للوطن والمواطن, فلا يمكن أن نتخيل أن كل من يتعرض لمشكلة, أو لديه مطلب ما يريد أن ينزل له رئيس الوزارة, أو الوزير ليتحاور معه, أو يطلب وضع حل فورى للمشكلة ويهدد وتوعد فى حالة عدم تنفيذ مطالبه, سيدخل فى اعتصام أو إضراب عن العمل.
كلنا يعلم أن كثير من أبناء الشعب, لديهم من المشاكل الكثير, لكن ليس هذا أوان حل المشاكل الشخصية, لا يمكن أن نترك مشاكل تمس المجتمع, وتؤثر على استقراره وتعرقل مسيرة الدولة نحو الإصلاح والتنمية, لا يعقل أن نترك البلد تتحرك نحو الفوضى كما هو حادث الآن, ولا قدر الله الانهيار, أرجوكم دعوا الحكومة تعمل وتتفرغ لمهامها الجسيمة, وأتمنى من كل من يعانى من أزمة أو مشكلة, أن يمعن العقل والتفكير فى حلها, بصورة لا تؤثر ولا تظلم أحد, أو يصبر بعض الوقت, أو يرسلها للجان تلقى الشكاوى التابعة للوزارات, كى يعيننا الله على الخروج من هذا النفق المظلم, الذى نريد أن نضع بلدنا وأنفسنا فيه.
المفروض أن تكون الثور المجيدة, قد أحدثت تغيراً فى سلوك وتفكير الشعب, وأن يحسب كل مواطن الحساب لكل خطوة يخطوها, نريد أن تنتشر لغة العطاء والإيثار لا لغة الأخذ و حب النفس, نريد تقديم المصلحة العامة على الخاصة, لا يستطيع أى فرد مهما كان أن يمنعك من المطالبة بحقوقك, لكن ليس هذا أوان الإضراب والوقفات التى تعطل مسيرة العمل, وتعرقل عجلة الإنتاج, فقد تفيد مجموعة من الأشخاص, لكن ضررها بصيب أضعاف المستفيدين, وتجعل المجتمع يرجع خطوات للخلف بدلاً من التقدم للأمام.
