الحاجة سعدية محمود، أكبر متظاهرة فى ميدان التحرير، عمرها اقترب من المائة عام إلا أنها أصرت على النزول بالرغم من التحذيرات الكثيرة والمتكررة بعدم النزول فى جمعة الغضب الثانية، وبالرغم من المخاوف بأن تتسلل مجموعات البلطجية بين المتظاهرين.
هتافات الحاجة سعدية كانت تتعالى فى الميدان، قائلة "تحيا مصر.. عاشت مصر حرة مستقلة.. ارفع رأسك فوق أنت مصرى".
تحكى لنا الحاجة سعدية حكايتها مع الثورة من البداية، قائلة، شاركت فى الثورة من البداية، ولكنى كنت ندمانة أنى لم أشارك يوم 25 يناير وشاركت منذ يوم 26 فقط".
وأضافت "السن لم يمنعنى من المشاركة فى الثورة، فقد كنت أتمنى أن أموت شهيدة على أرض مصر، ولو كنت متشالة على نقالة كنت لازم هشارك فى الثورة".
وأوضحت "أنا مع مطالب شباب التحرير فى ثورة الغضب الثانية، لأننى أرى أن المحاكمات التى تجرى فى الوقت الحالى ليست عاجلة وليست عادلة فى الوقت ذاته".
وأشارت إلى أنها كانت تحب الرئيس جمال عبد الناصر، لأنه كان يأخذ من الأغنياء ليعطى الفقراء، وكذلك كانت تحب الرئيس السادات، لأنه كان وراء نصر أكتوبر ، مضيفة "أما مبارك سرقنا وخد فلوسنا وأعطاها للصوص، ذل الفقير عشان يعلى الغنى أكثر".
الحاجة سعدية ليست إلا نموذج من النماذج الإنسانية التى امتلأ بها ميدان التحرير، حيث كان يوجد أيضاً محمد عبد الرحمن السيد، الرجل البالغ من العمر سبعين عاماً وكان يحمل لافتتين كبيرتين فوق كتفيه.
كتب على اللافتتين "الجيش بتاعنا والمجلس بتاعهم"، و"الدستور أولاً".
على الجانب الآخر من اللوحة كانت عزة أنور تقوم بتنظيف الميدان من القمامة وتضعها فى أكياس، ولم تلتفت إلى أنها سيدة كبيرة فى السن وأنها تعمل مدير عام بالمديرية المالية فى محافظة شمال سيناء.
وقالت إنها جاءت بصحبة زوجها من شمال سيناء للمشاركة فى ثورة الغضب الثانية، لأنها تؤمن بمطالب الثورة".
أكبر متظاهرة بالتحرير: لو كنت على نقالة وبموت كنت هشارك فى الثورة
الجمعة، 27 مايو 2011 06:19 م