سعيد شعيب

نخبة "عطلانة"

الخميس، 26 مايو 2011 11:59 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ليس فقط معظم النخبة "عطلان"، بل وبالطبع البلد كلها "عطلانة"، وأظن أن السبب أنها مشغولة بأن تحقق كل انتصاراتها بالضربة القاضية، وليس بالنقاط. أغلبنا يريد تحقيق ما يريده الآن وفوراً، وفى الأغلب الأعم ما يريده ليس تغييراً جوهرياً يسعى إليه خطوة خطوة، ولكنه فى الأمور غير الجوهرية، بل والتى إذا حدث حتى فيها تغيير، فهو فى الشكل وليس الجوهر، فى الأفراد وليس فى السياسات والآليات.

على سبيل المثال المعركة الأهم ليس تسريع المحاكمات للرئيس السابق ورجاله، ولكن أن تصبح الأجهزة الرقابية مستقلة عن السلطة التنفيذية، وتكون تابعة للمجلس الأعلى للقضاء مثلاً، وتكون قادرة على محاسبة ومحاكمة أى مسئول حالى وليس فقط الرئيس المخلوع ورجاله. بل علينا ألا نضغط على القضاء والقضاة ونتركهم يحكمون بالقانون وحده وليس بضغط الصحافة والإعلام وميدان التحرير، والمعركة الأهم ليس تغيير القيادات الصحفية والإعلامية، ولكن تغيير نمط ملكيتها بحيث ينتهى تماماً سيطرة الحكومات عليها.

المعركة الأهم هى أن قانون الأحزاب الحالى يضع عراقيل وخاصة منها المالى أمام حرية تأسيس الأحزاب، ومن ثم تشكل معوقاً خطيراً أمام الحريات السياسية فى بلدنا، المعركة المهمة هى انتخاب المحافظين والعمد وأن تكون المجالس المحلية قادرة على الإطاحة به، بالإضافة إلى تحقيق الاستقلال المالى والإدارى للمحافظات، المعركة الأهم هى حرية تأسيس الصحف وتكون بالإخطار بدون شروط مالية، وحرية تأسيس الإذاعات والمحطات التليفزيونية وإنهاء الاحتكار الحكومى للبث الأرضى.

المعركة الأهم من تغيير وزير الداخلية وقياداتها هى أن هذا الجهاز ما زال يعمل بذات الآليات القديمة، فكيف يمكننا تغيير قانونه وتغيير آلياته حتى يصبح فى خدمة المصريين وليس خدمة الحكومات. المعركة الأهم هى تغيير القوانين بحيث نكون قادرين على مراقبة ماليات الرئاسة، وابتكار طرق لا تنتهك سرية الأجهزة الأمنية والجيش ويكون تحت رقابة صارمة.

المعارك المهمة كثيرة، وكلها تصب فى خانة صناعة آليات حماية الحرية، حتى لا يختطف البلد مرة أخرى دكتاتوريون مدنيون أو ديكتاتوريون يختبئون خلف ستائر دينية.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة