حدث فى مصر ما لا يتوقعه أحد وينسب الفضل إلى أهله فإن صاحب الفضل هو الله عز وجل، فقد فاض بالمصريين الكيل وجثم الإحباط على صدورهم فأعماهم وأغشى أبصارهم حتى لم يعد لديهم القدرة على النظر لغدهم، ومستقبلهم القاتم المعتم فرأينا التوريث فى كل شىء حتى يخلق شرعية للتوريث الكبير توريث مصر فرأينا ابن الضابط ضابطا وابن أستاذ الجامعة معيدا وابن المستشار مستشارا وهكذا حتى تيقن المصرى البسيط أنه لا مكان له فى بلده وأنه أصبح شخصا غير مرغوب فيه طالما لا يملك مقدرات الوجود على هذه الأرض وهى السلطة أو المال فصارت سبل التخلص منهم كثيرة إما بالأمراض والسرطانات أو بالعبارات والقطارات أو بالغرق فى البحر وهكذا.
والآن ماذا بعد؟
ماذا بعد أن ينفض هذا المولد الذى نشعر أنه بلا جدران أو أسوار أو حتى صاحب؟
ماذا بعد فى ظل ظهور نوعيات من البشر امتطت الركب فصارت مدعية القيادة والشرف فى ظل وجود عورات معيبه لديهم لا تؤهلهم إلى قيادة حتى أنفسهم ولكنها وكما يقولون ثورة.
هل على الثورة أن تسمح لهؤلاء أن يمتطوها وأن يختفى الشرفاء من المصريين لمجرد أنهم كانوا يجاهدون ويحاربون أمواج عاتية من الظلم أملا فى اقتطاع جزء من خدمة أو شربة ماء أو عمود كهرباء لبلدهم وهم يقضون مدد عقوبتهم على أعمال السرقات والنهب؟
ماذا بعد ؟؟
ماذا بعد أن اختلط الحابل بالنابل وسادت بيننا سياسة التخوين والتخويف؟
ماذا بعد؟
ماذا بعد أن تجاهلنا البناء واتجهنا إلى المجهول؟
ماذا بعد؟
ماذا بعد وقد صار كل منا رقيبا ومحاسبا للآخر وتجاهل وتناسى نفسه وقصورها؟
نحن أبناء حضارة عريقة امتدت جذورها عبر التاريخ وقد سبقنا من هم بدون تاريخ لأنهم أصروا وأوجدوا لأنفسهم تحديا فكانوا إما نحن فارتكنا على ما وراء ظهورنا من أمجاد وتاريخ وبطولات فى الزمن التليد.
والتى نتمنى أن تنفعنا اليوم فى اتخاذ قرار سريع بسرعة العمل والبناء قبل فوات الأوان فنحن محط أنظار العالم بحكم تاريخنا وبطولاتنا وأمجادنا وآخرها ثورتنا العظيمة.
أوصيكم ونفسى أن نبدأ من الآن كل منا يبدأ بنفسه عليه نفسه ومن يعول حتى نبنى على أساس متين.
ونرى مصر التى يتمناها كل منا وإن اختلفت العيون.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
don71
نريد صحوة ضمير