دعت مجلة "ويكلى ستاندارد" الأمريكية واشنطن إلى بذل جهود أكبر من مجرد تقديم معونات اقتصادية لمساعدة مصر فى الانتقال نحو الديمقراطية.
وقالت المجلة إن الرئيس باراك أوباما فى خطابه الأسبوع الماضى، وصف مصر بأنها ذات دور أساسى فى مستقبل الإصلاح الديمقراطى فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وباعتبارها أكبر الدول العربية وأكثرها تأثيراً، فإن مصر يمكن أن تحدد إلى حد كبير مسار الثورات الإقليمية وآفاق الديمقراطية الليبرالية فى العالم الإسلامى.. وعلى الرغم من ذلك، فإن العنف ضد الأقباط وارتفاع معدلات الجريمة والهجمات على حدود غزة وعلى سفارة إسرائيل بالقاهرة جميعها عوامل تثير القلق بشأن الاتجاه الذى يسير نحو الديمقراطية فى مصر.
وترى المجلة، أن الديمقراطية لم تصل مصر بعد على أية حال. فقد مرت ثلاثة أشهر على الإطاحة بمبارك وسيستغرق الأمر وقتاً لبناء ثقافة ديمقراطية.. حتى بعد إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية، فإن إجراء الإصلاحات الضرورية فى قطاع الأمن والشرطة والتغييرات فى العلاقات بين الأديان والتخلى عن معاداة إسرائيل (حتى بين الديمقراطيين) سيتطلب وقتاً ودعماً من الأمريكيين.
واستطردت المجلة قائلة إن الأمر المثير للإحباط والمزعج فى الوقت نفسه هو أنه خلال فترة الانتقال الحاسمة، لا يوجد اختلاف مهم فى الطريقة التى تدار بها مصر أو حتى من يديرها.. فلا يزال أغلب الحرس القديم فى السلطة ولا يزال هناك محاكمات عسكرية، وتتعرض وسائل الإعلام لضغوط حتى لا تكشف عن أمور يعتبرها الجيش حساسة.. ويجب أن يتوقف كل هذا إذا كان الهدف أن تكون الانتخابات القادمة حرة ونزيهة، ولذا فإن قانون مباشرة الحقوق السياسية الذى تم الإعلان عنه فى 19 مايو الماضى يمثل تقدم.
وينظر الكثيرون داخل مصر وخارجها إلى الانتخابات المقبلة بقدر من الخوف، فهم يخشون من نجاح الإخوان المسلمين والجماعات "المتطرفة" فى الانتخابات. وفى خطابه، أجاب أوباما عن السؤال العالق فى كثير من انتفاضات العالم العربى، وهو ما إذا كانت أمريكا ستقبل بنتائج الانتخابات الديمقراطية حتى إذا كان الفائزون فيها مختلفين تماماً عن القادة العلمانيين، الذين اعتمدت عليهم فى الماضى.. وكانت إجابته حين قال إن الديمقراطيين هم هؤلاء الذين يفوزون ويحكمون بقواعد النظام الديمقراطى، وليس من يقيدون حقوق الآخرين ويتمسكون بالسلطة بالإكراه".. ومضى قائلاً إن أمريكا ستعمل مع هؤلاء الذين يتبنون ديمقراطية حقيقية وشاملة.
واعتبرت ويكلى ستاندرد أن أوباما محق، فمن المهم التمييز بين مظاهر الإسلام فى مجتمع ديمقراطى، وبين السلوك المناهض الديمقراطى.. وضربت الصحيفة مثلاً بتركيا التى يحكمها حزب ذو أصول إسلامية.. وقالت إن مسحاً أجرى فيها عام 2006 أظهر أنه برغم الاعتقاد الشائع بانتشار الحجاب بين صفوف النساء، إلا أن الرقم فى واقع الأمر كان يتراجع.
من ناحية أخرى، رأت المجلة الأمريكية أن إعلان القيادى الإخوانى عبد المنعم أبو الفتوح عزمه الترشح فى الانتخابات الرئاسية كمستقل يجب ألا يكون نذير قلق، فالمصريون يعتبرونه شخصاً تقدمياً وتكشف رئاسته عن احتمال ثورة داخل السياسات المصرية والجماعات الإسلامية، والتى كانت درباً من المستحيل فى ظل النظام الماضى.
وختمت المجلة تقريرها بالقول إن التحول فى مصر من الاستبداد إلى الديمقراطية يجب ألا يسمح له بالركود.. وتراجع أمريكا أو إهمالها أو تخليها عن مصر أو تونس وليبيا والبحرين وسوريا سيمثل انتكاسة استراتيجية ومعنوية من الدرجة الأولى.. ولذلك فإن واشنطن فى حاجة إلى سفير جديد يعيد صياغة العلاقات مع القاهرة والتأكد من أن المساعدات الاقتصادية تنفق فى المسار الصحيح.. ورغم الإعلان عن المساعدات الاقتصادية، فإن هناك عملاً أكثر ينبغى القيام به من قبل المصريين والأمريكيين على حد السواء.
مجلة أمريكية: واشنطن فى حاجة إلى إعادة صياغة علاقتها بالقاهرة
الخميس، 26 مايو 2011 03:58 م
الرئيس باراك أوباما
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة