مدحت بشاى

طائفيون ننبذهم وطائفية نبغضها

الخميس، 26 مايو 2011 07:15 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى وصفهم لصاحب الشخصية المتطرفة يؤكد علماء الاجتماع وعلم النفس الاجتماعى، أنه ضحل المعرفة بتعاليم دينه، بل وتصله أغلبها مغلوطة أو منقوصة، له قراءة أحادية الرؤية والنظرة والحكم على ما يتعامل معه من أحداث، يرى أنه وحده الذى ينبغى أن يتمتع بحرية البوح والقول، وبمجرد الدخول فى جدل مع الآخر تتحرك مشاعره تجاه إعلان الغضب والرفض، والمتطرف لا يقيم وزناً لأجواء ومعطيات الواقع، ولا يحاول استشراف تبعات ما يطرحه من آراء إن كانت إيجابية أو سلبية، ورغم محدودية معارفه إلا أنه يمتلك بشكل فطرى مفاتيح اللعب على بعض الثوابت العقائدية التى قد تكون فى غالب الأمر ملتبسة المفاهيم لدى بُسطاء المعرفة من أهالينا المُتعلقة قلوبهم ومشاعرهم بإيمان فطرى بأديانهم "على طريقة حافظ مش فاهم"، والمتطرف لديه مشاعر لها من سمات الجنوح العصبى ما يجعله دائماً فى حالة غضب وهياج قابل لتبعية الأكثر تطرفاً، إنه الرجل الكثير الحديث عن الأمور المطلقة فى الأديان ليثبت فى النهاية أن عقيدته هى الأسمى والأعظم والوحيدة التى تذهب بمؤمنيها إلى الجنة، وقد يسخر فى أغلب الأحوال من هؤلاء المشغولة عقولهم بأمر البحث عن مشتركات بين الناس بمختلف معتقداتهم..

وعلى الطريقة "القرموطية" فى قراءة المانشيتات الصحفية والإعلامية أعرض بعضها التى تتماهى مع شيوع حالة الذهاب إلى حالة الفكر الأحادى، وما يؤكد على تعريف من يسلموننا إلى حالة من العراك الطائفى والمذهبى والتوهان، فى فترة تتطلب حضورنا الوطنى الفاعل والجماعى دون إبطاء:

• شهدت جامعة القاهرة نشاطا ملحوظا لطلاب الدعوة السلفية عقب ثورة 25 يناير، حيث سبق لقاء الشيخ محمد حسين يعقوب فى غضون الأيام الماضية، لقاء للشيخ محمد حسان، الداعية الإسلامى، والشيخ أبو إسحاق الحوينى، والشيخ محمد الصاوى.

• الشيخ محمد حسين يعقوب يؤكد أن أى تواصل بين الطلاب والطالبات داخل الجامعة "حرام وزنا"، لأن الطالب يفتن بمفاتن الطالبة..

• المفكر والباحث الشهير د. عمار على حسن فى توصيفه لأسباب وجود الحالة الطائفية يقول:
■ فرض الوحدة دون جدل اجتماعى
■ عدم حل مشكلة دور العبادة للأقباط
■ عدم ضمان حرية العقيدة
■ مشكلة الزواج بين أبناء الطائفتين
■ وجود تعصب دينى لدى الطرفين

• أما المفكر والطبيب وسيم السيسى فإنه يرى أنها تعود للأسباب التالية:
■ تأخر حصول الأقباط على حقوقهم.
■ ضعف التيار المدنى فكرياً وسياسياً.
■ الإعلام غير المسئول وغير المهنى.
■ "ظلال" الصراعات الدينية الدولية.

• يؤكد الكاتب والباحث نبيل عبد الفتاح أنه باستقطاب رجال الدين تبدى لهم خطاب دينى متشدد يتسم بالغلو تجاه الأقباط والمرأة، فكان إبعادهم عن المشاركة، والانسحاب فى اتجاه الدوائر الدينية، واقتصر تعامل الدولة مع الإكليروس لتمثيل الأقباط.. فكانت الأجواء الانكماشية للأقباط، واقتصرت حركتهم فى مجال الدين.

• أكد الصحفى الألمانى فولكهارد فوندفور للإعلامية منى الشاذلى فى برنامجها "العاشرة مساءً" أن الفتنة الطائفية مدروسة ومخطط لها من بعض الجهات التى تنادى بحرية التعبير، وتنتهج حرية التحريض ووافقه آخر، مستشهداً بأزمة كاميليا شحاتة التى نشأت قبل الثورة، واندثرت مع مرور الوقت الذى كان كفيلا بها، ولكنها اندلعت مرة أخرى الآن بسبب أسلوب التحريض الذى يهدف لإثارة التوتر.

أخيراً أود الإشادة بتلك المهنية البديعة التى يتيح بمقتضاها القائمون على إدارة وتحرير اليوم السابع (الموقع والجريدة) المساحة الفكرية الرحبة لكتابها وقرائها للحوار الحر، لقد تناولت بالنقد فى مقالى السابق ما عرض له رئيس التحرير خالد صلاح فى أحد أهم مقالاته التى ناقشت مؤخراً الحالة الدينية على أرض المحروسة، وهو صاحب الخبرة المعرفية المتميزة بأوراق ذلك الملف، وكان رد فعل القراء الإيجابى عبر تعليقاتهم ذات التنوع المعرفى المنشورة بأريحية وجرأة، فرصة لإثراء حالة من الحوار المجتمعى حول ملف بالغ الأهمية.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة