محمد حمدى

أنا والثورة.. والفلول!

الخميس، 26 مايو 2011 03:35 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
منذ فترة ليست بالقصيرة، يسألنى السادة القراء فى تعليقاتهم، سؤالين لا يتغيران، وإن اختلفت طريقة الصياغة: ما موقفك من الثورة؟ وما موقفك من النظام السابق؟

وقد اخترت أن أرد بطريقى، وليس على طريقة الاستجوابات فى أقسام الشرطة ومقار أمن الدولة السابق، سأرد بإعادة نشر مقال لى بعنوان "رسائل يوم الغضب" نشر هنا يوم 26 يناير أعتقد أنه يلخص موقفى، وسأتبعه بتعليق قصير، وهذا نص المقال الموجود على موقع "اليوم السابع":
"تابعت مظاهرات الغضب أمس الثلاثاء "25 يناير"، بعين الفاحص والمدقق، والمحلل السياسى، أكثر مما تابعتها باعتبارى مواطنا مصريا غاضبا مثل عشرات الآلاف الذين عبروا عن غضبهم، وقالوا كلمتهم، وبعثوا رسالتهم، لكل من يهمه الأمر.

مصر غاضبة بسبب الفساد، وغاضبة بسبب انسداد الأفق السياسى، وبسبب الفقر، وبسبب غياب الأمل، وبسبب تعطل كل مصاعد التغيير فيها.. وبسبب وجود حكومة هى الأسوأ فى تاريخ مصر، وبسبب وجود حزب حاكم لا يرى سوى نفسه، ولا يسمع سوى صوته.

رسالة الغضب الشعبى كانت قوية وواضحة، وعمت كل المحافظات المصرية من القاهرة إلى الدلتا والقناة وسيناء، وشارك فيها مواطنون من كافة الأعمار والطبقات وإن غلب عليها الشباب

رسالة الغضب المصرى كانت محترمة وديمقراطية، ولم يتخللها عنف أو سلب أو تدمير، وحرص الغاضبون على التعبير عن غضبهم بمنتهى الحرية والانضباط، والحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة على حد سواء، وحرصوا على عدم الاحتكاك بقوى الأمن، وعلى عدم تصعيد المواجهات، أو اختطاب التعبير السلمى لصالح أى قوى سياسية مهما كان حجمها.
تحية لكل من شارك فى يوم الغضب المصرى، تحية لكل من أوصل رسالة قوية للحكومة بأنها فقدت مبررات وجودها، وللحزب الوطنى الحاكم، بأن عليه أن يتغير أو سيغيره الناس.

الحياة فى بلدى لم تعد ممكنة، فالفقر ليس هو كل شىء، إنما يترافق معه فساد غير مسبوق، وفى كل القطاعات، فساد يجعل الفقر نتيجة لسوء الإدارة وليس لقلة الإمكانيات، ولو كان الفقر بسبب قلة موارد الدولة لتحملناه، لكن رسالة الأمس تقول إن الفقر فى هذا البلد نتيجة سياسات حكومية فاشلة، واختلال فى توزيع الدخل العام، ودائرة فساد متسعة، تحصد معظم ثمار النمو بينما الشعب يموت من الجوع.

مظاهرات الغضب تقول إن الحزب الوطنى أغلق كل طاقات التغيير فى البلد، واستحوذ ليس فقط على السلطة التنفيذية، وإنما على كل شىء، حتى أصبحت عضوية الحزب الحاكم هى المصوغ الوحيد لعضوية اتحاد الطلبة ومجالس إدارات الشركات العامة، ورؤساء الأقسام وعمداء الكليات، ورؤساء الجامعات، ورؤساء الوحدات القروية والمدن والمحافظين وحتى مديرى الإدارات فى أصغر مصلحة حكومية.

يوم الغضب المصرى رسالة مهمة مفادها أننا لن نكون غرباء فى وطننا بعد اليوم، رسالة على الحكومة والحزب الوطنى أن يعياها جيدا، قبل أن يجرفهما تيار التغيير الشعبى الذى انطلق من محطة الثبات التى ظل قابعا فيها لسنوات.. الرسالة صدرت "تغيروا قبل أن تغيروا رغما عنكم".

هذا ما كتبته فى اليوم التالى لمظاهرات الخامس والعشرين من يناير، والتى لم يشارك فيها سوى عشرات الآلاف فقط، كنت معها يوم 28 يناير، حين انهزمت قوات الأمن أمام المتظاهرين الغاضبين فى معظم الشوارع والميادين بمختلف المدن والمحافظات.

وخرجت بقناعة مهمة أن النظام سقط فى هذا اليوم حتى ولو استمر أسبوعين بعدها، لكن خلال هذه الفترة كان على الجميع الإجابة على السؤال الذى طرحه الدكتور مأمون فندى فى الشرق الأوسط: هل خرج الناس لخلع مبارك ومحاكمته هو ومعاونيه؟.. أم للتخلص من النظام السياسى الذى يحكم مصر منذ عام 1952؟

أنا شخصيا وحسب اجتهادى، رأيت أن مجمل الحركة السياسية والشعبية كانت مع خروج مبارك ونظامه فقط، وأن الحركة لا تستهدف إعادة بناء مصر مختلفة عما نعيشه منذ 1952، وقد انصعت لقرار الأغلبية التى تريد خلع الموجود على رأس السلطة "مبارك ومن معه"، ثم البناء السريع حتى لا تنهار البلد.

هذا ما أعتقده وهذه إجابتى على الأسئلة الإجبارية التى يفرضها على القراء، وبالتالى فما جرى فى مصر كان انتفاضة شعبية فى طريقها إلى ثورة تطيح نظاما حاكما منذ ستين عاما، لكنها لم تكتمل إلى الحالة الثورية الكاملة، واكتفت بإطاحة مبارك فقط، مع استمرار النظام الحاكم منذ 1952 حتى الآن.
اللهم بلغت اللهم فاشهد.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة