محمد فاروق أبوفرحة يكتب: أموال مصر المنهوبة

الأربعاء، 25 مايو 2011 09:37 ص
محمد فاروق أبوفرحة يكتب: أموال مصر المنهوبة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الحديث عن المال المهرب إلى الخارج جعل الجميع يأمل فى استرجاعه، وعقد البعض عليه الآمال والأحلام، وظنوا أنها قادمة قادمة، وأن المال سوف يقسم على الشعب، وانتظر البعض نصيبه من المال المهرب، وطالبوا بعودة أموال الشعب المنهوبة، وهم محقون فى ذلك، لكن حدث العكس تماما، الكل يطالب بزيادة المرتبات والحوافز وتحسين الظروف المادية والاجتماعية، كل ذلك وهم واضعين فى عقلهم أنهم سوف يحصلون على هذه الزيادة من أموال الشعب المنهوبة.

وإلى الآن مازالت الدعوات الفئوية المطالبة بمزيد من تحسين الأجور تجوب شوارع مصر مطالبين بتحسين الأجور، وبدلا من العمل الجاد والمخلص، أصبحت جميع الطوائف تطالب بالمزيد من الأموال، و أصبح الوضع المادى لمصر خطيرا، وأن الزيادة التى حصلت عليها بعض الفئات وتطالب بها بعض الفئات الأخرى قد تكون معرضة للنقصان، وليس للزيادة، فحتى الآن لم يدخل لمصر جنيه واحد من المال المهرب فى الخارج، أو حتى من السياحة التى كانت تدر علينا المزيد من الأموال الخارجية والتى كانت تساعد فى الاقتصاد المصرى.

وما نلاحظه هو أن أغلب هذه الوقفات لم يكن أحد قادر على أن يطالب بها سابقا وإلا كان مصيره فى علم الله، ولنا فيما حدث فى مدينة المحلة فى يوم 6/4/2008 م من احتجاجات دامية وخطيرة تطالب بتحسين أوضاعهم، فكان رد الحكومة السابقة عنيفا وقاسيا وأريقت الدماء المصرية فى المحلة وكانت هذه أكثر مرة يحدث فيها احتجاجات كبيرة ضد النظام السابق وكانت (ثورة مدينة) وهى تعتبر بروفة حقيقية للثورة المصرية الكبيرة، وقد حصل العمال بالفعل على زيادة فى المرتبات وتحسين فى الأجور ولكنها بالطبع لا تكفى ولا تثمن من جوع ولكنها فتات لسد الأفواه التى تطالب بالمزيد.

أما بعد زوال النظام السابق، فمن حق المصريين الشعور بإنسانيتهم المهدرة والمطالبة بما كان مسكوتا عنه، ولكن النظام القائم على الوقفات الاحتجاجية لا يأتى بأموال وإنما يأتى بخراب كبير، ونقص فى الأموال والطعام وغيرها.. وإن ما خسرناه من أموال بسبب الوقفات الاحتجاجية أكثر بكثير من الأموال المهربة فى الخارج ويكفى أن السياحة المصدر الثانى فى الدخل العام قد تضررت بعض الشىء وعودتها تكون بطيئة جدا وتستغرق وقتا طويلا ولا بد من وجود أمن قوى وقادر على فرض كلمته على الشارع المصرى، وقد زاد الفقر فى مصر وهو فى ازدياد، ولذلك لا بد من العمل، وأيضا لا بد من جلب الأموال المهربة فى الخارج وبأسرع وقت.

ولقد حدث خلال عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، موقف مشابه لما نحن فيه، فقد وقعت غزوة بدر وأسر المسلمون الكثير من الكفار وهنا طلب الرسول من كل كافر أن يعلم عشرة من المسلمين القراءة والكتابة كى يكون حرا (فداء لنفسه) أى أن الفداء إما أن يكون بالمال أو بالعلم، و فى هذا الوقت كان المسلمون فى أشد الحاجة إلى المال، لكن حب الرسول صلى الله عليه وسلم إلى العلم ومعرفته لأهميته جعل العلم فى مرتبة سابقة عن المال، وأبقى من لم يكن يعرف القراءة والكتابة لمبادلته مع الأسرى المسلمين لدى الكفار ومن يبقى منهم يفدى نفسه بالمال.

فمصر الآن تحتاج إلى المال وبشدة وعندنا أمية كبيرة وفقر شديد وقد ذكر البعض فكرة (الفداء) فنحن نملك مسجونين أغنياء، نعم هم أغلبهم رجال أعمال مصريون ومن بنى وطننا الغالى وبعضهم خان الأمانة، ولكن إذا فدوا أنفسهم بالمال يكون هذا فى مصلحة الشعب والوطن ويكفى ما نال من سمعتهم وما لحق بهم وبأسرهم من فضائح قد تبقى من جيل إلى جيل، ولقد أباح رسول الله للكفار الملوثين بدماء المسلمين الطاهرة أن يفدوا أنفسهم، فهو قدوة لنا، ولنطالب بأموال كثيرة تعود على الشعب الذى ذاق الحرمان سنوات كثيرة.

رسول الله صلى الله عليه وسلم حدد عشرة أفراد يتعلمون القراءة والكتابة مقابل حرية الكافر، و لآن نحن فى ثورة، فلنأخذ منهم ما جمعوه بدون وجه حق، مقابل تخفيف الأحكام أو مقابل حريتهم.

فليحمى الله مصر من شر الفتن ما ظهر منها وما بطن.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة