تنوعت الحوارات وتعددت أسماؤها ومضمونها فى النهاية واحد، الحوار الوطنى، الوفاق القومى وغيرها من مسميات كلها تعد ظاهرة صحية جدًا وجديدة فى نفس الوقت على مجتمعنا المصرى الذى افتقد للحوار لسنوات عديدة كان يقتصر دوره على المتلقى فقط ولم تترك له الفرصة للمشاركة، فكان هناك من يفكر لنا ويخطط لنا ويدبر لنا بدعوة أنهم الأقدر والأكثر حرصًا على مصالحنا منا، الهدف نبيل والغاية سامية والوسيلة مشروعة، ولكن التنفيذ ما زال بحاجة إلى المزيد من التنظيم، مزيد من التدريب على فن ولغة الحوار، مزيد من الوعى فى ممارسة الديمقراطية، مزيد من تقبل الآخر، مزيد من إتاحة الفرص..
سعدنا كثيرا أن توجد دعوات للحوار الوطنى، أن يشارك كل المعنيين من أبناء الشعب فى صنع القرار، سعدنا بطاولة تضم كل فئات الشعب ممثلة تعبر عن جميع الاتجاهات يضمهم هدفا واحدا ألا وهو حبهم لمصر والعمل لصالح هذا الوطن الحبيب، ولكن للأسف الشديد لم تدم سعادتنا كثيرا بل تحطم جزء كبير منها مع اصطدامه بأولى جلسات هذا الحوار الذى كشف عن الكثير من السلبيات التى ما زلنا بحاجة لتلافيها فى المستقبل، حيث لم يكن هناك تمثيل كاف للشباب، وإنما سيطر على هذا الحوار العديد ممن يسموهم النخبة الذين ما زالوا يتحلون بفكر الحرس القديم، كما لم يدع لهذا الحوار ممثلون عن المحافظات وكأنهم ليسوا من شعب مصر، هرج ومرج ومشادات ومشاحنات منذ بداية الحوار حيث ثار بعض شباب الثورة ومعهم الدكتور صفوت حجازى حين اعترضوا على وجود بعض ممثلين عن الحزب الوطنى داخل جلسة الحوار وتم طردهم بطريقة مهينة وكأنهم من عبدة الأصنام،
لا أحد ينكر أن هذا الحزب قد دمر الحياة السياسية على مر سنوات مضت، ولكن ما كان ينبغى أن يكون الأسلوب هكذا فى أولى جلسات الحوار، ربما كانت هناك طريقة أفضل لمعالجة مثل هذا الأمر كلنا لا نريد هؤلاء على مسرح السياسية مرة أخرى ولكن فى نفس الوقت لا داعى لمناصبتهم العداء فى هذا الوقت الذى تتكاثر فيه الدعوات للوحدة بين كل أفراد وفصائل الشعب وإن كان الله يقبل التوبة من عباده فلا أدرى هل تقبل توبة من اقترن اسمه بالحزب الوطنى أم لا، هذا إذا تابوا، وعند تبرير ما حدث عبر شباب الثورة عن رفضهم هذا قائلين إن هؤلاء لم يحضروا إلا ليشتتوا الحوار ويفسدوا الجلسة ألهذا الحد أنتم خائفون؟ ألهذه الدرجة أنتم فاقدون الثقة بأنفسكم؟ وماذا بعد أن بدأ الحوار الذى لبستم فيه نفس الثوب الذى خلعه النظام القديم لتتناوبوا أنتم لبسه حيث لا يوجد تغيير إلا للأسماء والوجوه!!
انتهت جلسة الحوار الأولى بغضب من شباب الثورة وتهديد بالانسحاب من الحوار بعد خناقة على البوفيه بسبب تأخر إعداد وجبة الغداء!! ندوة حوار أم ندوة غذاء لا أدرى ولا أعلم لماذا كل هذه التكاليف ونحن فى ظروف لا يعلم بها إلا الله وبعد معركة الغذاء أفجعنى تصريح فى غاية الاستفزاز من رجل مثقف شغل منصب وزير فى الحكومة السابقة هو الآن وزير سابق قائلا إن الحوار يحتاج لحكومة حازمة مش حكومة مايصة!! على حد قوله ولا أدرى ماذا يريد أن يقول؟ هل يريد أن يعود بنا لسيطرة السلطة، ما الدور المنوط بالحكومة فى الحوار هل ترعى الحكومة الحوار أم تقوم به يا سيدى الحوار للشعب وليس للحكومة ودورها قاصر على رعايته فقط وما كان يجب على مثقف مثلك أن يتلفظ بهذا اللفظ كما لم يجب على أطراف الحوار أن يظهروا بهذا المظهر منذ بداية الجلسة الأولى، بل نحن بحاجة لأن نتعلم الحوار قبل أن نبدأه فى حاجة لأن يبدأ كل منا بنفسه حتى لا نكون كمن يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم.
عبير حجازى تكتب: أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم؟!
الأربعاء، 25 مايو 2011 11:05 م
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة