وسام غازى تكتب: تجربة هبوط وصعود رائعة.. كم أتمناها!

الثلاثاء، 24 مايو 2011 12:16 ص
وسام غازى تكتب: تجربة هبوط وصعود رائعة.. كم أتمناها! صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مصر تغرق (لا قدر الله).. الاقتصاد ينهار.. نحاول إسقاط الديون أو الاقتراض.. على وشك الإفلاس (لا قدر الله)! هذا هو ملخص ما يطالعنا به الإعلام المصرى فى الصحافة المطبوعة أو المرئية أو حتى المسموعة هذه الأيام سواء على لسان ممثلى الحكومة أو على لسان بعض الخبراء أو حتى بعض الإعلاميين المتطوعين بمحاولة خلق حالة إيجابية بين الناس وبهدف تحفيزهم لوقف الاعتصامات والعمل الجاد بالتذكير الدائم لنا نحن المصريين أن اقتصاد بلادنا فى حاجة لأن نعمل بجد واجتهاد.

تأملت قليلاً ما تمر به بلادنا وتذكرت ما مرت به دول جنوب شرق آسيا فيما يعرف بـ"أزمة النمور الآسيوية" الشهيرة حين شهدت الأسواق المالية لدول جنوب شرق آسيا (النمور الآسيوية) انهياراً كبيراً منذ يوم الاثنين 27-10-1997، والذى أطلق عليه يوم الاثنين المجنون حيث بدأت الأزمة من تايلاند بسبب انهيار عملتها الوطنية بالأساس ثم انتشرت بسرعة الى بقية دول المنطقة وتسبب اندلاع تلك الأزمة المالية فى قدر كبير من البلبلة حول حقيقة ما جرى، وهل كانت تلك الدول "نمورا حقيقة" أو "نمورا من ورق"؟ كما ورد فى بعض الكتابات الغربية، وللإجابة على هذه التساؤلات.. بالفعل لم يمر عام واحد و قد استفاقت هذه الدول من كبوتها وعادت مرة أخرى حتى تضاعف معدل تدفق رأس المال الأجنبى إليها 6 مرات ومعظمها حقق معدل نمو تعدى 9.5%، تجربة هبوط وصعود رائعة جعلت أهل بعض تلك الدول فخورين بما حققوه وكما رووا لى.

إن تحويل الفشل إلى نجاح ليس أمراً هيناً وبسيطاً بالطبع، فلابد من أن نضع أيدينا معا للعبور إلى بر الأمان لنا جميعاً، النجاح لا يأتى بالكلام إنما بالعمل الجاد، فالنمور الحقيقة فقط هى من تنجح فى تحويل الفشل إلى نجاح رائع من خلال منظومة فكرية وعلمية، تقدس العمل والتخطيط الدقيق الواعى، لذا فأنى أتوجه بأمنيات قصيرة إلى بنى وطنى وعسى أن تجد صدى لديهم لتحقيقها.

أتمنى من الحكومة تشخيص أسباب الأزمة الاقتصادية، دون مكابرة أو نظرية "المؤامرة" أو غيرهما، وإعلانها للشعب المصرى فى صورة نقاط محددة بمنتهى الشفافية، واتخاذ الإجراءات اللازمة لعمل حزمة إصلاحات اقتصادية ومالية جادة وشفافة، وإعادة هيكلة الاقتصاد حتى نعود أقوى وأفضل مما كان، كما أرجو أن يطل علينا متحدثاً باسم الحكومة و يعلن للشعب المصرى ما هو المطلوب منه فى الفترة القادمة بخلاف العمل الجاد ووقف الاعتصامات مثل ترشيد الاستهلاك الشخصى للموارد العامة على سبيل المثال فى المياه والكهرباء أو حتى استهلاك الخبز والدواء، المسئولية مشتركة بين الحكومة والشعب فأرجو ألا تتعامل الحكومة مع الشعب على أنه ابنها المدلل بل هو شريكها فى النجاح و الإخفاق لا قدر الله.

الحق أقول يا إعلام مصر لقد مللنا صناعة الخبر وتضارب الأنباء و السبق الصحفى والعناوين البراقة السوداء و الحمراء منكم ، كما مللنا البرامج الحوارية التى عادة ما تتحول إلى "خناقه" بسبب اختلاف وجهات النظر.. متى نتعلم منكم؟ ومتى يتثقف الشعب المصرى منكم؟ رجاء أن تقوموا بالرسالة الحقيقة للإعلام وهى التوعية والتثقيف ورفع الوعى بالتركيز على نشر قصص النجاحات الحقيقة للمصريين لتحفيزهم للعمل وليس للانقسام ونشر الفتن وبالتالى الإحباط بين الناس، كم أتمنى أن أرى للإعلام المصرى دوراً حقيقاً للخروج من النفق المظلم، كم أود أن أرى إمكانيات القنوات الأرضية والفضائية القومية والخاصة موجهه ومسخرة لخدمة وتثقيف المصريين.. لماذا لا يتم إنتاج سلسلة من الإعلانات حول كيفية الإبلاغ عن حالات الفساد أو الحفاظ على المياه وترشيد استهلاك الكهرباء ومحو الأمية وحتى الحفاظ على رغيف الخبز ورمى المهملات فى الشارع، أرجو إعادة النظر فى السياسة الإعلامية والإعلانية لكل مؤسسة وأن تضع دورها التوعوى والتثقيفى من أجل مصر أولاً فى الاعتبار قبل صناعة المال.

عزيزى المواطن مصرى.. أعلم كم عشت مدة طويلة لا تعلم ما هو حقك ولا تعلم كيف تطالب به.. ووجدت ضالتك فى المظاهرات والاعتصامات.. و لكنى أعلم أيضا الآن انك بحاجة إلى أن تعلم ما هو واجبك.. طالبت بحقك فى حياة كريمة الآن تتساءل كيف يمكن لاقتصاد دولة أوشك على الانهيار أن يعطيك حقك الآن؟ عزيزى مصرى، مصر التى فى خاطرك وفى فمك تطالبك الآن أن تثبت لها أنك تحبها وأن تعطيها حقها وهو أن تعمل بجد وأن استطعت أكثر وأن تتوقف عن المظاهرات والاعتصامات الفئوية وأن تثق فى حكومتك وفى أنها تفعل ما هو خير لك ولمصر وابدأ بإصلاح نفسك تنصلح مصر كلها.

روت لى صديقه ماليزية و عيونها تلمع من الفخر والزهو ببلادها كيف رفضت بلادها المساعدات الغربية و تحدت الصعاب والانهيار الاقتصادى وكيف عاشت عام كامل هى وأسرتها يستخدمون ضوء لمبة كهربائية واحدة فقط فى المنزل لترشيد استهلاك الطاقة لأن هذا ما طالب به رئيس الوزراء مهاتير محمد "صانع النهضة الماليزية" الشعب عند حدوث الأزمة.. كم أتمنى أن أرى الشعب والحكومة إيد واحدة من أجل مصر قوية.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة