محمد حمدى

كل ثورة وأنتم "طيبين"!

الثلاثاء، 24 مايو 2011 01:05 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
على مستوى النخبة السياسية، بالوافد الجديد إليها، وأقصد عشرات الائتلافات الشبابية، التى تشكلت من رحم ميدان التحرير، تبدو المطالبة بتأجيل الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها فى سبتمبر القادم مسألة حياة أو موت، حتى تكاد تطغى على ما عداها من موضوعات مهمة وحقيقية ومؤثرة فى مستقبل هذا الوطن.

ويرى أنصار تأجيل الانتخابات أن القوى السياسية الجديدة من أحزاب وائتلافات شبابية وعمالية وليبرالية ويسارية وغيرها، تحتاج إلى مزيد من الوقت، للتواجد على الساحة السياسية، ومن ثم الانتشار الجماهيرى، حتى تكون قادرة على انتزاع أرقام مهمة فى خريطة التمثيل النيابى للشعب.

بينما يرى الإخوان، وبعض الأحزاب والجماعات الدينية عدم تأجيل الانتخابات، بدعوى أن مصر التى تعانى انفلاتا على جميع المسستويات تحتاج إلى عودة النظام، والنظام من هذا المفهوم يبدأ بإعادة تكوين الأطر السياسية للدولة، التى تقريبا انهارت جميعا، وبالتالى فإن التسريع هو لإنقاذ الدولة من السقوط، كما سقط النظام السابق.

كل فريق لديه عشرات الحجج والبراهين، التى يسوقها لتأييد وجهة نظره، لكنها جميعها، سواء من فريق الراغبين فى عقد الانتخابات أو تأجيلها، يتحركون وفقا لمصالح سياسية تخص كل جماعة على حدة، فالجاهز أكثر يرغب فى ملء فراغ السلطة، والأقل جهوزية يريد التأجيل حتى يستعد، وفى كلتا الحالتين يبدو الوطن بعيدا عن الأهداف الحقيقية حتى ولو صرخ الجميع ليل نهار فى حب مصر.

قبل عدة أيام طرح الدكتور مأمون فندى فى جريدة الشرق الأوسط سؤالا فى غاية الأهمية: هل قامت ثورة فى مصر لخلع حسنى مبارك ومنع توريث نجله؟.. أم أنها قامت لتغيير النظام الذى يحكم مصر منذ يوليو 1952؟

فى تصورى هذا هو السؤال المحورى الذى يمكن من خلاله قياس توجهات القوى السياسية فى مصر للحكم على الحالة التى نعيشها الآن، وكيف نتعامل معها جميعا.

ولا أعتقد أن مسألة تغيير النظام السياسى المصرى، بشكله الحاكم منذ نحو ستين عاما مطروحة على أجندة أحد الآن، ولا أبالغ إذا قلت أن غالبية المصريين يرون ما تحقق يعد إنجازا كبيرا، يستحق المحافظة عليه، والبناء عليه أيضا بنفس الخطوات، أى الاستمرار فى محاكمة مبارك ورموز نظامه، لذلك تبدو النخب السياسية مشغولة بتوقيت الانتخابات أكثر من أى شىء آخر، لأنها اكتفت بما تم إنجازه، فقد تمت إزاحة مبارك والقضاء على طموحات نجله فى تحويل مصر على جمهورية ملكية.

وإذا كان هذا هو حال معظم النخب السياسية المصرية، من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين، فلا بأس من إجراء الانتخابات الآن وليس فى سبتمبر، لأن أهداف ميدان التحرير تحققت، سقط مبارك ونظامه ولا بد من نظام جديد يملأ الفراغ، أيا كانت طبيعة النظام، وبغض النظر عن التحالفات السياسية التى تجرى تحت السطح، فإن مصر قبل 25 يناير ستعود من جيد، لكننا استبدلنا الوجوه.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة