أصبحنا اليوم نعيش عصر الانفتاح الحقيقى والحريات-مش انفتاح الرئيس المؤمن ولا حريات الرئيس المخلوع-وأصبح من حق الجميع التعبير عن رأيهم بكل صراحة وبدون أى قيود أمنية-ماهو العادلى ف السجن مع أخوه حسن عبد الرحمن طبعا- لكن مع الاستخدام الفورى والمفاجئ للحرية الثورية أصبحنا الآن نمتلك ف مصر أكثر من تمانين مليون ثورى إلا قليلا -بتوع إحنا آسفين يامخلوع- فأصبح الآن الوطن عبارة عن ملايين الثوريين وارد ميدان التحرير وتغيرت الهويات من المواطن مصرى إلى المواطن ثورى ولا عزاء لعمر الشريف وعزت العلايلى-أصحاب الفيلم الأصليين-نعيش الآن بالكاد على روح ثورة 25 ينير المجيدة اللى بتطلّع ف الروح على أيدى بعض الجماعات المتطرفة التى تدّعى خطأ الإسلام أو المسيحية على حد سواء وكأنها التورتة الجديدة التى لابد من تقسيمها فورا ومن يحصل على النصيب الأكبر من التورتة المصرية يفتح محل حلويات داخل البرلمان الجديد وفرع آخر داخل قصر الاتحادية -واهو لو بشبشت وجابت همها يعمل فرع تالت داخل الجامعة العربية ومفيش حاجة بتخّسر معانا إحنا المصريين-الله يكون ف عون القوات المسلحة المصرية اللى استلمت المحروسة ع المحارة ولازم تشطبها ف أسرع وقت لتسليمها ع المفتاح للرئيس الجديد والبرلمان القادم.
مع انتهاء أحداث الثورة الضاحكة المصرية بدأ خفافيش الظلام ف الظهور الإعلامى وعلى الهواء مباشرة لتحليل الموقف وبدأ بقايا دراكيولات الحزب الوثنى المنحل اللعب على قضايا دفينة لم تكن تؤثر ف السابق كالفتنة الطائفية المزعومة والبلطجة والفوضى فى بر مصر ليخرج علينا أشاوس وأبضايات الحزب القديم ومعاونيه ومريديه بكلمة-ولا يوم من أيامك ياسفاح-لكن الحقيقة أن ما حدث وما سيحدث ما هو إلا ظرف طارئ وأعراض جانبية طبيعية لأى ثورة ف التاريخ بعد أخد مصل الحرية بجرعة مضاعفة.
التحدى الأكبر الآن هو بناء مصر الحديثة ليس على طريقة محمد على غير المصرى ولا على طريقة الرؤساء الأربعة المنصرمين لكن على طريقة الثورة وما حدث فى ميدان التحرير وغيره من ميادين أخرى فى كافة الأنحاء، بدءا من أسوان حتى إسكندرية، فالثورة لم تكن خلع موظف من كرسيه بعد أن شاخ عليه ولم تكن مجرد حل حزب فاسد فاجر وماجن كان يدير البلاد بطريقة بيوت الدعارة واللى يدفع اكتر يركب الموجة ويعمل ما بداله..........الثورة كانت حلماً.
حلم لمستقبل أفضل ومصر أجمل وأجيال قادمة محتاجة تشوف نتاج حقيقى لأهداف الثورة التى خلعت ديكتاتور وولده أولى خطوات التحديث لعمل نسخة جديدة من مصر هى البعد عن نعرة السبعتلاف سنة حضارة، فالحضارة تبنى من جديد والتاريخ يكتب بأيدى الثوار الجدد لا بأيدى الماضى الذى لم نعلم عنه شيئا سوى أنه كتب بأيد مرتعشة وأقلام الحكام أنفسهم.
ولأن الثورى أصبح مهنة ف الفترة الأخيرة وبقى يعمل صيت جامد اتخيل اليوم اللى يخرج علينا أحد المذيعين ليسأل الضيف عن أحداث ثورة يناير- والتى لم يشارك فيها أصلا-ليرد الضيف بمنتهى الأريحية والبلاهة معا: أيوة طبعا يافندم أنا كنت من ضمن الشرفاء اللى رابطوا ف الميدان من أول يوم ثورة واتقتلت هناك مرتين مرة يوم جمعة الغضب ومرة يوم موقعة الجمل..........ومدد ياثورة مدد.
د.إبراهيم عطا الله يكتب: المواطن مصرى.. والمهنة ثورى
الثلاثاء، 24 مايو 2011 08:11 م