هذا جزء من كتاب نيلسون مانديلا مسيرة طويلة نحو الحرية، يقول مانديلا: وكانت مصر قد تملكت مخيلتى وأنا طالب كمهد للحضارة الأفريقية، وكنز لجمال الفن، والتصميم، وكنت دائما أرغب فى زيارة الأهرام وأبو الهول وعبور نهر النيل أعظم أنهار أفريقيا، ومن أديس أبابا ذهبت وأوليفر وروبرت ريشا إلى القاهرة، وقضيت يومى الأول فى المتحف أفحص القطع الفنية وأدون الملاحظات وأجمع المعلومات عن نمط الرجال الذين أسسوا حضارة وادى النيل القديمة.
ولم يكن اهتمامى اهتمام هاو للآثار، فإنه لمن المهم للأفارقة القوميين أن يتسلحوا بالبرهان الذى يدحضون به ادعاءات البيض بأن الأفارقة لم تكن لهم فى الماضى حضارة تضارع مدنية الغرب.
واكتشفت فى صباح واحد أن المصريين كانوا يبدعون أعمالا فنية ومعمارية عظيمة، بينما كان الغربيون فى الكهوف.
وكانت مصر نموذجا هاما لنا، فقد كان أمامنا على الطبيعة برنامج الإصلاح الذى أطلقه جمال عبد الناصر، فقد حدد الملكية الخاصة للأراضى الزراعية، وأمم بعض قطاعات الاقتصاد، وكانت له الريادة فى بدء برنامج سريع للتصنيع، وجعل التعليم ديموقراطيا، وبنى جيشا حديثا.
وكانت كثير من تلك الإصلاحات هى بالتحديد ما يطمح المؤتمر إلى أن يحققه، وكان الأهم بالنسبة لنا فى ذلك الوقت أن مصر كانت الدولة الأفريقية الوحيدة التى تمتلك جيشا وأسطولا بحريا وجويا يمكن أن يقارن بذلك الذى تمتلكه جنوب أفريقيا.
كان هذا هو طموح مانديللا وطموح منظمة المؤتمر التى ناضلت لعقود طويلة لتحرير جنوب أفريقيا من سيطرة الرجل الأبيض ومقاومة سياسة التمييز العنصرى، كان طموحهم هو مجرد البدء فى الإصلاحات التى اتخذها جمال عبد الناصر، ولكن كيف أصبح الحال بعد مرور أكثر من خمسين عاما على زيارة مانديللا تلك لمصر؟
كيف أصبحت جنوب أفريقيا؟.. وكيف أصبحنا نحن؟..ولكن أقول بعد الثورة نحن نستطيع.
نيلسون مانديلا
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة