أحمد أبو العينين يكتب: مش عاوز أختى كاميليا!

الثلاثاء، 24 مايو 2011 01:58 م
أحمد أبو العينين يكتب: مش عاوز أختى كاميليا!

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
محض صدفة تلك التى شاءت أن يتبع زيارتى القصيرة لاحتجاجات الأقباط أمام مبنى ماسبيرو، الإعلان رسمياً عن فض الاعتصام.. ولست أعلم حتى لحظة كتابتى تلك الأسطر أى رياح قذفت بى هناك بين أمواج من الغضب والألم عبرت عنها بكل صراحة وصدق هتافاتهم.. وقسمات وجوههم.. وصلبانهم.. ولافتاتهم.. وصور شهداءهم.. ولكنى كنت هناك.. لعلى أعلم إلى إى حد نتقارب وفى أى النقاط نختلف.. لعلى أرى الحقيقة ماثلة أمامى دون زيف بيانات الحكومة ومساحيق وسائل الإعلام.

لم أواجه صعوبة فى اختراق الحاجز الأمنى القبطي، ولم أجد غضاضة فى أن يتم تفتيشى ذاتياً بعد أن كشفت بطاقتى حقيقة كونى مسلم.. ولكنى خرجت بعد ساعات من قلب الاعتصام وبداخلى شعورين مختلفين.. فكما أراحنى أمر فقد أقلقنى آخر.. ولعل ما أراحنى هو اكتشافى أن كلمة السر التى أصبحت تدور فى فلكها حياة المصريين مسلمين وأقباط.. هى الأمن.. فكما أحتاج إلى الأمن لأسير بعربتى على الطريق الدائرى مع أسرتى آمناً على نفسى من كمائن قطاع الطرق.. وكما أحتاج إلى الأمن لآمن على أطفالى الذهاب إلى مدارسهم وعودتهم.. فالأقباط يطلبون بجانب كل هذا بعداً خاصاً بهم يتعلق بإعادة فتح كنائسهم المغلقة، وضمان حقهم فى ممارسة شعائر عبادتهم فى إطار من الأمن والأمان.

أما مبعث القلق فلم يثره مسيحى.. وإنما شيخ مسلم سلمه القمص متياس نصر كاهن كنيسة عزبة النخل منبر الحديث على المنصة، فمضى يسبح فى بحور الماضى متنقلاً من قصة لأخرى تحكى علاقة المسلمين بالأقباط عبر عصور الخلافة والفتوحات الإسلامية، فى محاولة يائسة وفاشلة لامتصاص غضب المعتصمين.

لقد نسى هذا الشيخ المسلم، أن أولى خطوات العلاج هى تشخيص المرض.. ومرض الاحتقان الطائفى قد غدت أعراضه واضحة وضوح الشمس على جسد الأمة المصرية.. لا تحتاج ملاحظته أشعة مقطعية أو سونارا.. ومن الخطأ أن نستمر فى تعاطى المسكنات دون البحث عن علاج شافى لهذا المرض كى نتمكن من أن نعيش فى سلام وأمان على أرض بلادنا الطيبة.. والحقيقة أن العلاج لن يكون أبداً بالإصرار على التأكيد على مبادئ الإخوة والتماثل والتماهى فيما بيننا مع غض البصر عن مكامن الاختلاف.. فنحن مختلفون.. وتماثلنا لن يكون إلا باعتناق أحدنا ديانة الآخر.. نحن مختلفون.. ولكن تجاورنا فى الوطن يحتم علينا أن نتعايش رغم هذا الاختلاف.. يحتم علينا أن نغلب مفاهيم المواطنة ليكن لكم دينكم ولنا ديننا.. إننى مسلم ولكنى لا أرى فى إسلام كاميليا أو وفاء أو غيرهن مكسباً، ولا فى عودتهن إلى النصرانية خسارة.. إننى مسلم ولكنى أرى أنه من العبث أن يكون جهادنا فى سبيل امرأة أياً كانت.. ولذا أعلنها بكل صراحة.. مش عاوز أختى كاميليا.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة