اقترح السفير أمين سيد شلبى، الأمين التنفيذى للمجلس المصرى للشئون الخارجية تأسيس مجلس للأمن القومى لمتابعة ورصد التطورات الإقليمية والدولية، مشددا على حاجة مصر الملحة فى إعادة التفكير فى أسلوب سياسة خارجية جديدة والتى كانت تدار بشكل عشوائى.
وأكد شلبى أن السياسة الخارجية والدبلوماسية المصرية ستستفيد بثورة 25 يناير فى إعادة صياغة هذه السياسة بشكل يدرك التغيير العميق ويركز على قاعدة تقدم نموذجا بالحكم الرشيد والاستقرار الاقتصادى والأمن الداخلى.
وأوضح أن مصر ستواجه مستوى دوليا أوسع ونظاما متعدد الأقطاب والمراكز، فضلا عن أنها ستواجه أوجاعا مستجدة على حدودها الجنوبية، متمثلة فى الانقسام الذى شهده السودان وتأثيره على ملف النيل، ولكن مصر ستتعامل مع ذلك بحيث يتم استعادة دورها الأفريقى.
وأضاف السفير خلال الجلسة الأولى -برئاسة محمد إبراهيم شاكر- من مناقشة علاقات مصر الخارجية بعد 25 يناير فى إطار الحوار الوطنى الذى ينظمه، رئيس الوزراء، عصام شرف أن مصر ستتكيف مع ما يحدث فى ليبيا مثلما تكيفت مع الثورات الشعبية فى الدول العربية الأخرى.
وتوقع دكتور كمال الجنزورى، رئيس الوزراء الأسبق والذى حضر بعد بدء الجلسة، ملامح السياسة الخارجية لمصر خلال الفترة المقبلة قائلا "مصر ستكون أكثر حزما تجاه القضية الفلسطينية ولكنها لن تلغى اتفاقية السلام كما ستتقرب أكثر من الجمهورية الإسلامية الإيرانية".
وأضاف الجنزورى أن الدبلوماسية المصرية كانت على نفس مستوى الأوروبية ولكن السياسة الخارجية اتسمت "بالشخصنة" ولم تدرك موقف مصر الشعبى. وأشاد من ناحية أخرى باقتراح السفير أمين شلبى، وشدد على الدور الاقتصادى لمصر، قائلا: إن المنظومة الاقتصادية هى التى تقود العالم والحروب التى خاضتها الولايات المتحدة الأمريكية كانت من أجل الاقتصاد وليس الديمقراطية، كما تدعى.
وبعد إنصات جيد وتركيز فى كلام المتحدثين طالب عمرو موسى، الأمين العام لجامعة الدول العربية، بتحديد أهداف السياسة المصرية الخارجية بوضوح، منتقدا الدور السلبى الذى تتعامل به مصر تجاه الثورات العربية قائلا: "ينبغى أن يكون لمصر دور فى التغيير الجذرى والشامل فى العالم العربى ولابد أن يكون ذلك جزءا من السياسة الخارجية لمصر وأن تقود مصر حالة الزخم".
وأشار إلى أنه ليس شرطا أن تستعيد مصر موقفها الإقليمى الخارجى من سلامة موقفها الداخلى، وعلق على فكرة مجلس الأمن القومى قائلا "يجب أن يتبع هذا المجلس الرئيس وأن يكون أعضاؤه وزراء الدفاع والداخلية والخارجية وغيرهم ولا يجب أن تكون مؤسسة".
وأكد على دور القوى الناعمة فى تعزيز الدور الإقليمى والدولى لمصر ولاسيما فيما تعلق بالأدب والشعر والإعلام، موضحا أن تمديد الفترة الانتقالية تهدد مصلحة مصر.
وحضر اللقاء السفير محمد بسيونى، سفير مصر الأسبق فى إسرائيل، وعدد من رؤساء الأحزاب المصرية وأعضاء العلاقات الخارجية للأحزاب المصرية، فى حين قال السفير رءوف سعد إن السياسة الخارجية لا تعمل بمعزل عن السياسة الداخلية للدولة، وإذا كان الوضع الداخلى متماسكا فإن السياسة الخارجية ستكون قوية، مشيرا إلى أن القوة الاقتصادية لتركيا هى التى دفعتها إلى تعزيز دورها الإقليمى فى المنطقة.
جلسات الحوار الوطنى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة