جدل بين المثقفين حول مطالب الرحمة قبل القانون مع "مبارك"

الإثنين، 23 مايو 2011 12:20 ص
جدل بين المثقفين حول مطالب الرحمة قبل القانون مع "مبارك" الدكتور جابر عصفور
كتب بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رفض عدد من الأدباء والمثقفين التصريحات المنسوبة لشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، والتى قالت إحدى الصحف الألمانية إنه طالب على صفحاتها بمراعاة الرحمة قبل تطبيق العدالة مع مبارك، وأنه قدم الكثير لمصر خلال فترة طويلة، وهو رجل مسن ومريض.

وتباينت آراء المثقفين حول هذه التصريحات، حيث رأى البعض أن "الطيب" لا يزال يدين بالولاء لــ"مبارك" والحزب الوطنى المنحل باعتباره كان أحد أعضاءه، وطالبوه بالتعبير عن موقفه من الثورة فى ميدان التحرير وليس للصحف الأجنبية، فيما رأى جانب آخر أن موقف "الطيب" نابعًا باعتباره رجل دين ذو قلب طيب.

وقال الناقد الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة السابق فى تصريحات خاصة لــ"اليوم السابع"، إنه ينبغى علينا أن نحترم وجهة نظر "الطيب" حتى ولو كنَّا نختلف معه، مضيفًا : برأيى لا يجب ألا نثير هذه الآراء ونحولها لقضية كبيرة، فمن الطبيعى جدًا باعتبار الطيب رجل دين أن يدعوا للرحمة، فالقرآن الكريم يقول "‏إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء‏"‏.

ورأى عصفور أنه ليس صحيحًا بأن وجهة نظر الطيب نابعة كونه أحد رجال الحزب الوطني، موضحًا أنه لم يكن يهمه لا حزب وطنى ولا غيره، وأنا أعرفه شخصيًا، وهو رجل محترم، ووجهة نظره لا غبار عليها ولا تعنى أنها تتدخل فى عمل القانون، ولكنها نظرة إنسانية نابعة من رجل دين لأن الإسلام دين يدعوا إلى التسامح والمغفرة، مضيفًا "أما من الناحية القانونية المدنية فمن حقنا أن نقول ما نشاء، وأن ننادى بتطبيق القانون والعدالة، وأنا مع تطبيق القانون حتى النهاية".

وقال الكاتب يوسف القعيد فى الحقيقة أنا مندهش جدًا من هذا الكلام، وأعتقد أن الفيصل الوحيد بنا هو ميدان التحرير، فميدان التحرير عبر عن رأيه ورفضه لبالونة اختبار "الشروق"، وأنا مع الشباب؛ لأن العدل يسبق الرحمة، ومبارك نفسه لم يحترم العدل، والعدل يأتى بعد رد الأموال المسروقة، ومن حق الدكتور أحمد الطيب أن يقول ما يريد سواء أكان مواطن أو شيخ أزهر، مضيفًا "وأنا أؤكد على أن هذا الكلام مرفوض احتكامًا لرأى الشباب الصحيح، وبالرغم من أننى ضد بقاء المجلس العسكرى إلا أن استدعاء عمرو خفاجى والصحفيتين هو إشارة إلى أن بالونة الاختبار لم تكن موجه من قبل المجلس العسكرى".

وقال الشاعر والمترجم رفعت سلاَّم إن شيخ الأزهر هو أحد رجال "مبارك" والحزب الوطنى وممثلهم فى الأزهر، إلى حد أنه كان متمسكًا بعضويته فى هذا الحزب ولم يستقيل منه إلا "بطلوع الروح"، وبالتالى فإن هذا الموقف هو دفاع طبيعى منه عمن عينه فى هذا المنصب، مضيفًا "فهو لا يدين بالولاء إلى الثورة وإنما إلى مبارك والحزب الوطنى، ولا بد ألا ينسى أن العين بالعين والسن بالسن والبادئ أظلم.

وطالب سلَّام ، شيخ الأزهر أن "يعلن عن هذه الآراء لا فى ألمانيا بل فى ميدان التحرير إن كان يمتلك الشجاعة الأدبية"، مضيفًا "فما أكثر رجال الحزب الوطنى ومبارك الذين ما يزالون متشبثين بالكراسى فى ظل ثورةٍ أطاحت برئيسهم، ولا بد من تطهير هذه الأجهزة الحكومية من تلك النماذج التى تسئ إلى مناصبها وإلى دماء الشهداء من أجل تأكيد انتمائهم إلى ذلك العهد الفاسد، ودفاعهم بالباطل عمن نهبوا البلاد والعباد، وقتلوا أجمل شبان مصر فى كل الميادين".

وراى الروائى إبراهيم عبد المجيد ، أن موقف شيخ الأزهر جاء لأنه رجل دين "قلبه طيب" ، مضيفًا "الطيب رجل محترم جدًا، وأرى أن تصريحه هذا لا يؤخذ إلا على محمل حسن النية، ولكنى أقول له يا مولانا ده مسجون فى شرم الشيخ ومافيش رحمة أحسن من كده".

وقالت الكاتبة سلوى بكر إن مثل هذه التصريحات مرفوضة شكلاً ومضمونًا، لأن دماء الشهداء لا يمكن أن تذهب هدرًا وسدى، وجميعنا يعلم أن شيخ الأزهر كان موظفًا حكوميًا، ومن المؤسف حقًا أن تأتى هذه التصريحات والآراء من رجل دين يفترض فيه أن يتحدث عن العدل والقصاص ممن أهدر دماء المواطنين العزل والأبرياء، مضيفةً "ولكن جاءت هذه التصريحات المغرضة لخلق نوع من التعاطف مع الرئيس المخلوع والتهاون فى حق دماء شهداءنا، ولذا فإننا نؤكد على أن ما نريده هو محاكمة عادلة لمرتبكى الجرائم ضد المواطنين، وليست كما يرى البعض أنها محاكمة من أجل الانتقام والتشفى".





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة