محمد فوزى طه يكتب: أيها الإعلاميون هل نسيتم الفنان حجازى؟!

الأحد، 22 مايو 2011 08:07 م
محمد فوزى طه يكتب: أيها الإعلاميون هل نسيتم الفنان حجازى؟!  صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قالوا عنه إنه سيد درويش الكاريكايتر.. فهو يسجل بريشته كل ما يحدث فى مصر ببساطة وعبقرية، فنان معجون بصدق المخلص للمهمشين والفقراء وعديمى الفرصة، فيصول ويجول معهم راسما ضحكتهم الصاخبة والجيوب خواء!.. ساخرا من كبار صنعتهم الأموال وتباهى بهم الإعلام فيكشف برسمه وفكره صورتهم الحقيقية والتى يراهم بها دون أى تأثر بكذبهم أو برتوشهم أو بمراكزهم المهولة وسياراتهم الفارهه ونظارتهم السوداء وشاربهم المبروم ووجوهم المستديرة مع سيجارهم الفخم، فهم فى رأيه، وكان صوابا، صغار، مرتشون، لصوص، ينهبون من شعب كادح دون أن يطرف لهم جفن لأنهم بلا قلب.. أحدثكم عن الفنان الجميل حجازى أشهر من رسم الوجوه المصرية فى جميع مراحل العمر بتعبيراتها الدقيقة الدفينة بسهولة ممتنعة، فمن قسوة الحكام إلى فساد الكبار، ومن فظاظة العسكر إلى وداعة الحالمين الأبرياء.. ومن الصروح المشيدة إلى الغرف فوق الأسطح ومن دسامة وتنوع المأكل عند الأغنياء إلى الطبلية ولمبة الجاز المرتعشة والزوج المنهك وزوجته الضامرة مع أولادهم المساكين وهم يتناول بضعة أرغفة ويمدون أيديهم إلى طبق واحد وهو الفول وبجواره البصل الأخضر دلالة على البون الشاسع بين فئة شبعت لحد التخمة وأناس وجبتها صباح مساء قليل من الأرغفه السمراء لا تغنى من جوع.. فيرسم الزوجة الهانم الشيك وهى تحدث زوجها على سفرة كبيرة عريضة بها كل خيرات الله من لحوم وأسماك ودجاح وحمام وفاكهة نضرة فتقول لزوجها المتخم: إيه رأيك نوزع الأكل اللى يفضل من كل وجبة على الفقراء؟ فيجيبها ببساطه: لا إرميه فى الزبالة عيب الفقراء يأكلوا أكل بالشكل ده!! إنه الفنان الفاهم دون صخب المتأمل للناس وما فيهم.. فكاريكاتير واحد منه تراه وكأنك تقرأ ألف مقال ويغنيك عن صفحات طوال.. لماذا أحدثكم عنه وهو الآن فى بلدته الصغيرة كفر العجيزى، إحدى قرى طنطا محافظة الغربية بعد أن ترك القاهرة، قائلا إنه قد رسم كل شىء.. فأعطى مفتاح الشقة التى كان يقطن بها لصاحبها المندهش منه لأنه رفض مبلغ 200000 ألف جنيه خلو رجل! قائلا له: ياراجل هو أنا لما أخدتها منك أعطيتك حاجة؟ دى شقتك ورجعت لك!.. أحدثكم عنه لأننا نسيناه.. نسيناه وإعلامنا يذكر ويتذكر الأقل.. إعلامنا لايفتش عن الدرر.. بل عن الوجبات المعلبة أو الجاهزة.. هذا الرجل مهما اهتممنا به الآن نكون قد تأخرنا كثيرا جدا عليه ولن نوفيه حقه.. هذا الفنان ومعى الكثيرون من محبيه نتمنى أن ينتبه إليه إعلامنا بدلا من الانتباه والبحث عن الأشخاص المشتاقين إلى الظهور فى الفضائيات دون أى لزوم سوى الرغى وتفجير المشاكل واختراعها.. هذا الفنان الرسام لو تكلم وكان هناك إعلامى فنان مثقف بحق يحاوره لخرجنا منه بالكثير عن الأدب والسياسة والفن والرسم فى مصر.. هذا الفنان الرائع لو عاد ورسم ثانية بعد الثورة ستعرف بالضبط أين نحن وماذا نريد ومن هو العدو ومن هو الصديق.. إنه مفكر قبل أن يكون رساما.. حاولوا وسترون أن القابع بعيدا باختياره عن الضوء لا بد أن نسعى له بالضوء، لأننا نفتقد الآراء الصادقة التى لا ترجو مصلحة أو تواجدا بالعافية!





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة