تحدثت كثيرا عن الفساد بالوسط الرياضى المصرى ولا أدعى أننى الوحيد الذى يرصد ذلك فعدد كبير من الزملاء الكتاب والمحللين والنقاد الرياضيين تحدثوا عن الفساد بالأرقام والمستندات, ورغم طرح الموضوع بمعظم الصحف والحديث عنه باستفاضة فى معظم وسائل الإعلام إلا أنها لم تحرك ساكنا لدى المسئولين، وكأن الملف الرياضى فى دولة أخرى لم تصل إليها ثورة التغيير التى تحدث عنها العالم بأسره.
وما زاد الطين بله أن هؤلاء الفاسدين لم يتواروا قليلا فى ظل الإحداث الجارية بل إنهم أصبحوا يخرجون ألسنتهم لكل من يكتب عن فسادهم وحال لسانهم يقول
((دع الذئاب تعوى والقافلة أقصد الفساد يسير))، ولا أعرف ما السر فى تجاهل حكومة الدكتور شرف الملف الرياضى حتى الآن مع أن أقل مخالفة ذكرناها تنسف المنظومة الرياضية بأكملها، وبل وتصل بمعظمهم إلى الحبس، حتى أن مقالى الأخير عن لجنة الانضباط وعدم تفعيل دورها فى التحقيق فى المخالفات التى تخول لها حق حل الاتحاد بالنص الصريح الموجود فى لائحة الاتحاد الدولى لم يتفاعل معه أحد إلا بعض المهتمين بملف الفساد الرياضى الذين طلبوا منى على استحياء نصوص المواد التى تخول الحق للجنة الانضباط حل الاتحاد لتقديمها للنائب العام.
اعلم أن خبراء اللوائح المصريين وهم كثيرون يعلمون جيدا أن الاتحاد المصرى لكرة القدم (باطل) لعدم توفر كثير من الشروط التى يجب توافرها فيمن يترشح لرئاسة وعضوية الاتحاد ومن مبدأ (ما بنى على باطل فهو باطل) وأن الأمور فى مصر لا تحكم بأى قانون، يعنى كل شىء ماشى بالبركة، لقد خاب أملى حتى الآن فى التغيير بعد أن ظل زاهر فى مكانه, لا أحد ينكر بسالته وقوته فى الحفاظ على منصبه حتى الآن وهو من قهر عقد الجمعية العمومية مرتين فى الأقصر ومن بعدها فى المنصورة، رغم أنه كانت لأول مرة فى تاريخ الاتحاد المصرى تجتمع الجمعية العمومية مرتين لإقالة الاتحاد، وتفشل بعد أن يفرق بينهم زاهر ويستطيع تغيير مواقف بعض أعضائها الذين أغراهم بالدعم، وهو دليل قوى على أن رئيس الاتحاد مازال يمشى على النهج السابق.
وحدث ولا حرج عن ما حدث من عضو اتحاد الكرة مجدى عبد الغنى فى الاتحاد الإفريقى وكيف أساء لمصر فى جنوب أفريقيا وفى محفل مهم ولم يتحرك أحد ليحاسبه، ولا أعرف سر قوة عبد الغنى فى الجبلاية.
وأعود إلى السؤال الذى حيرنى كثيرا، ولم أجد إجابته، ودائما يكون الصمت هو الجواب والسؤال (متى ينتهى شهر العسل بين الحكومة والمنظومة الرياضية؟).
• تناولت بعض التقارير الصحفية العالمية عن عزم القطرى محمد بن همام الانسحاب من سباق الفيفا بعد شعوره بخطورة موقفه فى ظل الدعم الكبير الذى يلاقيه منافسة جوزيف بلاتر من الاتحاد الأوربى والإفريقى وتهديد بلاتر بسحب ملف التنظيم من قطر والكشف عن الرشاوى التى شابت التصويت وفوز قطر على حساب إنجلترا، ولذلك أقول أن انسحاب بن همام سيؤكد الحديث عن الرشاوى، وأن ملف قطر لم يكن الأفضل، وأن هناك أشياء أقوى من الملفات، وفى هذه الحالة سيكون الخاسر الوحيد هو الاتحاد المصرى الذى أعلن تأييده لمحمد بن همام.
محمد فتحى البهسمونى يكتب.. متى ينتهى شهر العسل بين الحكومة والمنظومة الرياضية؟
الأحد، 22 مايو 2011 10:08 م