صدر حديثا عن دار العين للنشر، كتاب جديد عن عنف وتوبة الجماعات الإسلامية بعنوان "تأملات فى عنف وتوبة الجماعات الإسلامية" للكاتب حمدى البطران.
يتناول البطران فى الكتاب، محاولات الجماعات الإسلامية فى التسعينات "التكفير والهجرة" و"الجماعة الإسلامية" و"الجهاد" لهدم اقتصاد الدولة، بضرب السياحة، وترويع النظام الأمنى، باستهداف ضباط الشرطة والمخبرين، والجنود، من أجل الوصول للحكم.
ويشير البطران إلى أن فشل العنف الذى استخدمته الجماعات الإسلامية فى الوصول لمبتغاهم، جعلهم يسلكون طريقا آخر، فأعلنوا أنهم عرفوا الطريق الصحيح، وتابوا وغسلوا أيديهم من دماء المصريين، وطالبوا بالانخراط فى العمل السياسى ليكملوا هدفهم بالوصول إلى الحكم عن طريق آخر.
ويعرض البطران لأفعال الجماعات الإسلامية، وهجومها على الدولة، خلال التسعينات، فيحوى الكتاب فصولا كاملة، توثق عنف هذه الجماعات ضد الأقباط باغتيال القس غبريال عبد المتجلى كاهن كنيسة قرية التوفيقية بسمالوط محافظة المنيا، ثم احتلال بعض أعضاء الجماعة الإسلامية لقطعة أرض حدث حولها نزاع بين مسلم وجاره القبطى، فيميا عرف بأحداث الزاوية الحمراء عام 1981، ويعرض البطران مؤلف الكتاب لموقف الجماعة الإسلامية من الأقباط، مشيرا إلى أن الجماعة كانت تعتبر الأقباط نصارى محاربون ولا ذمة لهم، وعلى ذلك يجب عليهم دفع الجزية.
ويشير البطران إلى أن حوادث العنف ضد الأقباط بلغت 31 حادثة حتى عام 1997، وبلغ عدد الوفيات 42 والمصابين 45، ووقعت هذه الحوادث فى عدة مدن منها أسيوط والمنيا، وأبوقرقاص، وبنى سويف وسوهاج، وشملت الاعتداء على الكنائس والأفراد.
يقول البطران: كانت الجماعة ترى أن فى العمليات التى تنفذها ضد الأقباط، نوعا من الضغط على النظام المصرى.
ولا يكتفى البطران بتوثيق أحداث العنف ضد الأقباط فى كتابه، بل خصص فصلا آخر عن العنف ضد ضباط الشرطة، وضد السياحة، وكانت أشهر عملياتها، مذبحة الدير البحرى عام 1997، بالأقصر.
كما لا ينتهى الفصل الأول من الكتاب، دون أن يعرض البطران، لمحاولات الجماعات الإسلامية، فى التغلغل الجماهيرى، داخل المجتمع المصرى، وإرهاب رموز الدولة، باغتيال الدكتور رفعت المحجوب رئيس مجلس الشعب خطأ، وكان المستهدف هو وزير الداخلية وقتها اللواء عبد الحليم موسى، حسبما يشير البطران فى الكتاب، وكذلك محاولات اغتيال صفوت الشريف وعاطف صدقى، واللواء حسن أبوباشا وزير الداخلية الأسبق، وواقعة اغتيال اللواء رؤوف خيرت رئيس قطاع مكافحة التطرف الدينى.
وفى الفصل الثانى من الكتاب، يعرض المؤلف لرد فعل الدولة الذى تمثل فى تعقبها للجماعات الإرهابية فى الداخل، والخارج، ومحاولات الحوار، التى خصص لها الفصل الثالث من الكتاب، وقام بها عدد من رموز الدولة الدينية والسياسية، مثل محاولات حسن أبوباشا، والشيخ متولى الشعراوى، والدكتور عبد الصبور شاهين، ومحمد عبد الحليم موسى، ومحاولات الحزب الوطنى.
وفى الفصل الرابع من الكتاب، يعرض المؤلف لدعوات وقف العنف، وتصحيح المفاهيم، ومبادرة تنظيم الجهاد، للتوبة، والتى مرت بثلاث مراحل، الأولى مرحلة التفكير، والثانية مرحلة الإعلان، والثالثة، مرحلة المواجهة والرد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة