أكد الرئيس السودانى عمر البشير أن علاقات مصر مع السودان مقدمة على أى علاقة مع أى دولة أخرى أو أى طرف آخر، وأن ذلك هو الوضع الطبيعى.
وحيا البشير، فى حوار نشر اليوم بالتزامن بين صحيفتى "الانتباهة" السودانية و"الشرق" القطرية، ثورة 25 يناير المصرية وقال إن التغيير فى مصر لمصلحة السودان 100%، موضحا أن الرؤية التى انطلق بها العهد الجديد فى مصر تجاه السودان هى رؤية صحيحة 100%، وقراءة صحيحة تماما.
وقال الرئيس السودانى، إن غياب مصر عن دورها المعهود قبل الثورة كان أبرز أسباب انفصال الجنوب، حيث كان الدور المصرى معطلا فى الفترة السابقة تجاه السودان. وأشاد بانتخاب الدكتور نبيل العربى أمينا عاما للجامعة العربية، وبالتوافق العربى الذى حصل فى اختيار الأمين العام الجديد، كذلك أشاد بالموقف القطرى الذى اتسم بالحكمة فى هذه القضية.
وأكد البشير أن يوم التاسع من يوليو القادم سيكون موعدا لمرحلة فاصلة سيدخلها السودان مع انفصال الجنوب واستقلاله عن الشمال، وهو أمر واقع لا محالة ولا تراجع عنه، محذرا من أن الأمر سيأخذ منحى آخر إذا حاول الجنوب فرض أمر واقع بشأن أبيى، مؤكدا رفضه لأى حل يقضى بضم أبيى إلى الجنوب، وأعلن استعداده لخوض حرب لأجل هذا الهدف.
وأضاف "نحن لن نقبل فرض أمر واقع، وإذا حاولوا فرض أمر واقع فى أبيى والادعاء بقرار منهم أنها جنوبية، فنحن سنقرر أنها شمالية إلى أن يتم حسمها عن طريق الاتفاق بين الطرفين".
وتابع يقول: "أبيى ستظل شمالية لأنها هى أصلا جزء من الشمال، فالحدود بين الدولتين هى حدود الأول من يناير 1956، والمكان الوحيد الذى فيه تغيير هو منطقة أبيي، فلابد أن يتم الاتفاق والحل بالتراضى بين الطرفين".
ولم يستبعد الرئيس السودانى عمر البشير تحول جنوب السودان إلى قاعدة للغرب وإسرائيل، ونصح الجنوب بأن مصلحته تكون فى العلاقات الجيدة مع الشمال، وقال إن الإقليم سيكون الخاسر الأكبر فيما لو تحول إلى شوكة فى خاصرة السودان.
وأشار إلى أن مصدر الدخل فى الجنوب هو البترول الذى لابد أن يمر عبر شمال السودان، وأى محاولة لنقله عبر إثيوبيا إلى جيبوتى أو كينيا، فإن عملية النقل ستكون مكلفة جدا، لأن الضخ سيكون لأعلى، بينما هو العكس باتجاه الشمال، كما أن بناء المنشآت اللازمة سيكون على حساب الدولة، فشركات البترول لن تتحمل التكلفة، والبترول ثروة ناضبة، وقد يكون ما تبقى من البترول لا يكفى تكلفة المنشآت.
وقال البشير إن التطورات فى ليبيا خففت كثيرا من المشكلات التى عاناها السودان، مبشرا بانعكاسات إيجابية للتغيير المرتقب فى ليبيا، لكنه أشار إلى أن ما يجرى فى اليمن يثير هواجسه، محذرا من ضياع اليمن، لأنها ستتحول إلى بؤرة عدم استقرار فى المنطقة.
وحول الأوضاع الجارية فى سوريا أكد البشير أنه نصح القيادة السورية بضرورة المضى فى الإصلاح وإتاحة الفرصة للمواطنين، وعبر عن تقديره لدولة قطر أميرا وحكومة وشعبا، لافتا لدورها الداعم للسودان وسائر القضايا العربية.
كما أكد أن السودان ليس محصنا تحصينا تاما عن الثورات التى انطلقت من الشعوب العربية، لكنه أشار إلى أنه بعيد عنها، لأنه قريب من نبض الشارع ومتاح للجماهير من خلال حرية التعبير وإبداء الرأى.
وأضاف البشير أن الإصلاح هدف دائم، لافتا إلى أن المشاورات تجرى مع جميع القوى السياسية والأحزاب والعلماء والمفكرين، لإعداد دستور دائم يعبر عن تطلعات وآمال الشعب، معلنا عدم ترشحه للرئاسة فى الانتخابات المقبلة، وأكد دعمه لترشيح أحد الشباب.
وحول قضية المحكمة الجنائية الدولية ضده قال الرئيس السودانى إنها قضية سياسية، ومدعى المحكمة ليس قانونيا ولا مدعيا، إنما هو ناشط سياسى، لأنه يتنقل بين الدول ويقيم الندوات ويسافر لتعبئة الدول الأفريقية وغيرها من الدول ضد السودان ورئيس السودان، وهذا ليس عمل المدعى، لأن عمل المدعى داخل المحكمة.
وأضاف "نحن نرفض أى تعاون مع هذه المحكمة، وليس لدينا أى علاقة بها، نحن لسنا أعضاء فى بروتوكول روما، هو تغول على السودان، وعمل سياسى بحت، وبالتالى نحن لا نتعامل مع المحكمة".
البشير لـ"الشرق القطرية": التغيير فى مصر يصب فى مصلحة السودان
الأحد، 22 مايو 2011 10:52 ص
الرئيس السودانى عمر البشير
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة