د. رضا عبد السلام

الإعدام شنقاً وفى ميدان التحرير!!

الأحد، 22 مايو 2011 07:50 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قد يعجب البعض من أن يصدر الكلام الوارد أدناه من أستاذ بكلية الحقوق، ولكن أعرض ما لدى، ولك مطلق الحرية عزيزى القارئ، ندرك جميعاً أن البلاد تقف عند مفترق طرق، فإما أن تعبر إلى عالم الدول المتقدمة اقتصادياً وسياسياً وبشرياً، أو أن تدخل فى دوامة من الانقسامات، ومن ثم الدمار الشامل والكامل، ومع هذا الانهيار، يُقتل حلمنا الذى حلمنا به بعد نجاح الثورة.

مَن مِنا لم يتابع – وبقلق شديد – تصريحات وزير المالية بشأن الخطر والكارثة التى قد تحل بالبلاد إذا لم تعود عجلة الإنتاج إلى العمل؟ مَن مِنا لم تقلقه الأخبار المفزعة الخاصة بالبلطجية الذين يهددون كافة مرافق ومؤسسات البلاد، ومنها مرفق العدالة، وأصبحوا قوة فوق القانون، من خلال قيامهم بتوقيف سيارات الشرطة، وتخليص المجرمين والسفاحين وفى وضح النهار؟ مَن مِنا لم يشعر بالاشمئزاز والتقيؤ وهو يشاهد حفنة من الناس تتجمع أمام كنيسة أو أمام مسجد أو أمام مؤسسة للمطالبة بمطالب فئوية، بعضها مخجل، فى وقت يقترب فيه مصير البلاد من الهاوية؟ مَن مِنا لم يسمع عن قلة حقيرة انتهزت الظروف وبدأت بالمتاجرة بأقوات الشعب، واحتكار سلع أساسية وفرض أسعار جنونية على الناس، ضاربين بظروف البلاد عرض الحائط من أجل تحقيق منافع خاصة رخيصة؟

مَن مِنا فكر – ولو للحظة – فى المستقبل الذى يمكن أن نحياه لو أعطينا مصر وقادتها الجدد فرصة لالتقاط الأنفاس وإنقاذ البلاد والانطلاق بها؟ مَن مِنا يشعر باليقين الكامل والأمان الكامل على أبنائه أو على أسرته سواءً فى المسكن أو فى المدرسة أو فى الطريق العام؟

أتدرون ما السبب فى كل هذه الفوضى والتبجح من قِبل أعداء مصر وشعبها؟ إنه غياب الردع Deterrence.

يا سادة، علينا أن نتفق على أن البلاد تمر بفترة فارقة فى تاريخها، فإما أن نكون أو لا نكون. وحتى نكون، أو حتى يتحقق حلمنا ببناء مصر دولة عصرية معتدلة وسباقة بين الأمم المتحضرة، وفى نفس الوقت تتمسك بثوابتها وقيمها الرفيعة، علينا أن نًحكِم قواعد شديدة القسوة والصرامة مع كل يقف فى وجه تحقيق هذا الحلم. فقد مرت فترة الطبطبة والدلع وحان وقت الجد، خاصة مع تصاعد المخاوف بانهيار اقتصادى خلال الأشهر القليلة القادمة.

وهنا يسعفنى قول المولى عز فى سورة المائدة "إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِى الْأَرْضِ فَسَاداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْى فِى الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِى الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ" صدق الله العظيم (المائدة:33)

أعتقد اعتقاداً جازماً بأننا ما أحوجنا إلى تطبيق تلك الآيات فى حق كل من تسول له نفسه تدمير مستقبل مصر أو وأد ثورتها. ألا يعد من يعتدى على رجال القضاء أو الشرطة أو من يحاول ترويع الآمنين ممن يسعون فى الأرض فساداً؟ ألا يعد من يضرب بإرادة الدولة عرض الحائط فى هذا التوقيت الخطير، ويُضرب ويترك مرضاه أو يُضرب ويترك طلابه أو يلتف حول كنيسة أو مسجد من أجل امرأة أو حتى مجرد فكرة، ألا يعد كل هؤلاء مفسدون فى الأرض ويستحقون أشد العقاب؟

أعتقد أن المرحلة القادمة تتطلب إنزال العقاب الفورى القاسى والرادع بحق كل هؤلاء وفى ميدان التحرير. واختيار ميدان التحرير هو لرمزية هذا المكان ومكانته فى نفس كل مصرى. فمنه انطلقت شرارة الثورة، وفيه سنضمن نجاحها من خلال إنزال العقوبات والجزاءات الصارمة بحق أعدائها.

وعندما أتحدث عن العقاب هنا، فالمقصود هو القتل، ولا أقصد السجن أو غيره. لابد من تنفيذ عقوبة القتل والصلب فى حق أعداء مصر، ممن يتأكد فى حقهم الجرم أو العدوان على الآمنين أو هيبة الدولة، كمن يدخلون أقسام الشرطة أو السجون ويخلصون المساجين عنوه!!! لا أعتقد أن عقوبة السجن بحقهم تعد كافية فى هذا الظرف الحرج. فالقتل، والقتل علناً وعلى الملأ فى ميدان التحرير هو أقل واجب نقدمه لهؤلاء، الذين ضربوا بمستقبل مصر وبأمن شعبها عرض الحائط. فبدلاً من أن ننشغل بالمخاطر الاقتصادية أو التهديدات على حدودنا، وبسببهم سنوجه جانب من اهتمامنا للجبهة الداخلية!! أليس كذلك؟

فبقتل هؤلاء سنريح مصر الجديدة وشعبها الطامح من شرورهم وسحناتهم، وفى نفس الوقت سنردع كل من تسول له نفسه أن يحذو حذوهم. فالقضاء يتعامل مع هؤلاء المجرمين وكأنهم سر حربى. ولهذا السبب، فإن الردع مفتقد فى الشارع المصري، حتى بات مُعتَقَد هؤلاء المجرمين أنه حتى ولو قُبِضَ عليك، فسرعان ما سيخرجك الأصدقاء والحبايب أياً كان محبسك!

ربما يدعى البعض، وخاصة ذوى القلوب الضعيفة أو من يتحدثون ويتشدقون بحقوق الإنسان، بأن تنفيذ عقوبة القتل علناً وعلى الملأ بحق البلطجية وأعداء الثورة، وبثها تليفزيونياً، ربما يجرح مشاعر الأطفال وضعاف القلوب، وهنا يسهل الرد بالقول بأننا - ليل نهار - نشاهد مشاهد الإعدام والقتل، سواءً كان فى فلسطين الأبية، أو فى غيرها أو فى الأفلام...الخ، وبالتالى نحن أدمنا تلك المشاهد. ولكن بالنسبة لأعداء الوطن من البلطجية أو المفسدين، فالقتل علناً سيجعلهم يفكرون ألف مرة قبل إقدامهم على جريمة الاعتداء على هيبة الدولة أو ترويع الآمنين.

وقد يدعى البعض الآخر، بأن عقوبة القتل بحق المشار إليهم تعتبر مغالىً فيها، ولكن يرد على ذلك بالقول بأننا علينا أن نزن المصلحة العامة المهددة بالخطر المحدق ونقارنها بالمصلحة الخاصة لهؤلاء المجرمين، الذين لا يدركون حجم الدمار الذى يلحقونها بهذا البلد المنكوب بهم وبأفعالهم، وفى النهاية سنخلص إلى إنزال أقصى عقاب بحقهم، وأعتقد أن الآية المشار إليها أعلاه إن لم تنزل بحق أمثال هؤلاء وفى مثل تلك الظروف، فمتى يتم إنزالها؟

وربما يتحجج البعض الآخر، ويكيل السباب لكاتب المقال بأنه يعيش فى برج عاجي، وأنه لا يعيش ظروف السجناء أو من يقومون بمظاهرات أو أعمال يترتب عليها تخريب أو تعطيل لمصالح. فهؤلاء يسعون لتوفير احتياجاتهم الأساسية. وهنا يسهل الرد عليهم بالقول: بأننا شربنا المر وتحملنا الفقر والمهانة لأكثر من 50 عاماً، ألا نتحمل أشهر قليلة، نقيل خلالها مصرنا من عثرتها، ونعين الحكومة على الانتقال بالبلاد إلى بر الأمان، وبعدها نفكر فى تلك الأمور؟ ما أراه الآن هو أننا تدافعنا جميعاً، وصعدنا فوق المبنى، فيوشك أن ينهار بنا جميعاً. هل هذا ما نرجوه لمصر؟

مصر بحاجة لأن تعود إليها الحياة من جديد، وهذا لن يتحقق إلا إذا طبقنا القانون بقواعده المشددة، لتناسب هذا الظرف الاستثنائى الذى تمر به البلاد، ولكن أن ندلع ونطبطب ونخفي، ومن حين لآخر نتحدث عن الحكم بخمس أو عشر سنوات على بلطجية...كل هذه الخطوات الخجولة لا يمكن أن تنقذ مصر وثورتها العظيمة. فأتمنى أن يجد هذا المقترح آذاناً صاغية؟








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة