أكد القاص الكبير محمد المخزنجى، على أن حالة الاستقطابات السياسية التى حدثت بعد الثورة، جعلت المصريين ينقسمون، ويفقدون أروع ما حدث خلال أيام الثورة، من رقى، ورهافة إنسانية، لمسها بنفسه فى ميدان التحرير، ووصف المخزنجى حالة مصر الآن، بأنها أشبه بالخروج من الخلايا الثورية، إلى الخلايا السرطانية الأنانية، الجانحة التى تتمدد وتنتشر فى جنون، بدون أن تعبأ بغيرها، مثلما كان نظام الرئيس السابق.
جاء ذلك خلال الأمسية التى أقامتها مكتبة الشروق بالزمالك أمس الجمعة، لمناقشة كتابه "جنوبا وشرقا رحلات ورؤى" الصادر حديثا عن دار الشروق.
وتابع المخزنجى: "الجسد يتعامل مع السرطان، بالجهاز المناعى الذى يستخدم الردع فى الضبط، فعلى الناس أن تنتبه للسلوك السرطانى المفتت الذى يحدث حاليا".
وأضاف: "كل مصرى كان يشعر فى ميدان التحرير أن الثورة ثورته وملكه، وكان يفسح للآخرين، مكانا، رغم الزحام الشديد، وهو نفس سلوك خلايا الجسم التى تفسح كل منها، للأخرى، بعكس سلوك الخلايا السرطانية التى تتحرك فى جنون، وتتزاحم متدافعة، وقد يموت بعضها أثناء هذا التدافع".
وتحدث المخزنجى خلال الندوة عن أسفاره المختلفة التى بدأت منذ كان شابا، مشيرا إلى أنه أحب نوع غير تقليدى من الرحلات، وهو التنقل عبر المحافظات المختلفة فوق أسطح القطارات، قائلا: "لم يكن والدى فقيرا، وكنت وقتها لاعب جمباز، فكنت أصعد فوق الكوبرى العلوى، وأقفز منه، لأسطح القطارات".
وأشار المخزنجى إلى أن دراسته فى الاتحاد السوفيتى، أتاحت له التجوال بين موانئ البحر المتوسط، فى منح استجمامية، يحصل عليها دارسو الدراسات العليا، مشيرا إلى اكتشافه ثقافة أخرى، غير الثقافة الغربية التى أغرقت الشرق بتطلعه الدائم لها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة