وهو التعليق الذى لاقى ترحيبا حيث قام الحضور بالتصفيق الحاد لموسى على موقفه ورفضة للمدح المبالغ به، قائلاً "لقد حاولت أن أقوم بدورى كأمين عام للجامعة العربية، فى ظروف معقدة للغاية، ولكن سفينة الجامعة العربية وصلت مرساها بدون تهديد أو شرخ يذكر".
وكرم المركز المصرى لتنمية الوعى بالقانون برئاسة المستشار خالد القاضى ونصبه عميداً للدبلوماسية العربية تقديراً لجهوده فى العمل الدبلوماسى المصرى والعربى، فى حضور عدد من الشخصيات العامة وممثلين عن الكنيسة المصرية والأزهر والفنان محمد صبحى، ووصفه بأنه عنوان الأمة العربية، ورمز للعروبة، حيث استطاع بحكمة واقتدار أن يرسم ملامح السياسة الخارجية فى التسعينات، ثم قاد سفينة الأمة العربية من خلال بيت العروبة، واستطاع الوصول بها إلى مرافئ الأمان.
وعرض موسى على الحضور ما حاول تقديمه للعمل العربى المشترك على مدار 10 سنوات والذى تركه بناءً على قرار منه إيماناً بأن عشر سنوات تكفى فى المنصب ولابد من تركه لفكر جديد، موضحاً أن تحديث المجتمعات العربية كان هدفاً رئيسياً من أهداف الجامعة، مذكراً بالوثيقة التى قدمتها الأمانة العامة لقمة تونس عن التطوير والتحديث، وكان فيها حديث عن الديمقراطية والشفافية والمساواة وحقوق المرأة والتعليم، ومنذ ذلك الوقت والحديث عن التطوير جارى.
وأشار إلى أنه بعد ثورة تونس وجد أن الأنظمة العربية الأخرى ومنها مصر أن تقول إن تونس شىء ومصر شىء آخر، مما دفعه للقول فى القمة العربية الاقتصادية بشرم الشيخ قبل ستة أيام من ثورة 25 يناير إن ثورة تونس ليست بعيدة عن باقى الدول العربية، وأن النفس العربية ضاقت، وأن اليأس والإحباط أصبح سمة المشاعر العربية.
ولفت إلى أنه من ضمن تطوير منظومة الجامعة العربية تم إقرار التصويت بالأغلبية أو بتوافق الآراء، بدلاً من الإجماع، كذلك تأسيس مجلس السلم والأمن العربى، وهو فى طريقه إلى تأكيد وجوده، منوها بتأسيس البرلمان العربى، لافتاً إلى أن كثيرين رأوا أنه لالزوم له، لأنه لا توجد برلمانات عربية حقيقية، وكان رأيه أن إقرار الفكرة سوف يفتح الباب لوجود برلمانات حقيقية.
وقال إن الجامعة العربية فتحت أبواب التعامل مع المنظمات الدولية على رأسها الاتحاد الأفريقى، وصدر قرارات موحدة من المنظمتين وتم معالجة كثير من القضايا بشكل مشترك مثل السودان، الصومال، القرن الأفريقى.
هذا بالإضافة إلى قفزة كبيرة فى اتجاه أمريكا الجنوبية، حيث عقدت قمتان عربيتان مع أمريكا الجنوبية، كما تم تأسيس منتديات عربية مع واليابان والصين والهند وتركيا وروسيا وهى آليات للتفاهم وتتسم بالكفاءة، فمثلاً تضاعفت التجارة بين الصين والدول العربية عشر مرات، كذلك مع اليابان ومختلف الدول الأخرى.
ولفت الأمين العام إلى أن الجامعة العربية أصبحت عضواً فاعلاً فى كل التحركات الدولية، حيث سيشارك موسى فى اجتماع الدول الصناعية الكبرى فى 28 من الشهر الجارى، واصفاً ذلك بأنها خطوة للاعتراف بدور الجامعة العربية المرحب به فى كل الأوساط الدولية التى تسعى لإقرار السلام والتنمية أو متابعة الحركة الإصلاحية.
وقال الدكتور خالد القاضى، إنه يجرى الإعداد للمؤتمر العربى العام لتنمية ثقافى الوعى بالقانون المقرر عقده فى أكتوبر القادم، مشيراً إلى أن الدورة الماضية للمؤتمر أطلقت مبادرة عربية لخطة قومية لتنمية الوعى بالقانون للشعوب العربية عبر مؤسسات التعليم ودور العبادة.


