مثقفون: خطاب باراك أوباما عاطفى وفارغ ومتناقض

الجمعة، 20 مايو 2011 09:25 م
مثقفون: خطاب باراك أوباما عاطفى وفارغ ومتناقض الرئيس الأمريكى باراك أوباما
كتب بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رأى كل من الناقد الدكتور عماد عبد اللطيف أستاذ البلاغة وتحليل الخطاب بكلية الآداب جامعة القاهرة، والناقدة هويدا صالح، أن اللغة فى خطاب الرئيس الأمريكى باراك أوباما الذى وجهه مساء أمس للشرق الأوسط، عاطفية فارغة عبرت عن التناقض الشديد لما يدعو إليه "أوباما" فى خطاباته،

وقال عبد اللطيف إن الخطاب الثانى لــ"أوباما" جاء مختلفًا تمامًا عن الخطاب الأول الذى وجهه للشرق الأوسط فى جامعة القاهرة منذ عامين، موضحًا أن "التغيرات الجذرية التى يلمسها العالم على أرض الواقع فى شكل منطقة الشرق الأوسط والأنظمة الحاكمة، وتغير مكانة أوباما الشعبية داخل أمريكا نفسها، كان لها تأثير عليه بدا واضحًا فى الخطاب".

وتابع عبد اللطيف: "فاللغة أكثر وضوحًا وصرامة حينما يوجه أوباما زاوية الحديث للأنظمة السياسية فى العالم العربي"، مفسرًا ذلك بـ"محاولة أوباما إظهار الولايات المتحدة الأمريكية بأنها تقف إلى جوار الشعوب العربية".

وأضاف عبد اللطيف "ولكن على النقيض تمامًا، تتحرك السياسة الأمريكية على عكس ما تقوله اللغة الخطابية المعسولة، فالممارسات الفعلية تؤكد أن خطاباتها مجرد بلاغة لا تجدى نفعًا على أرض الواقع".

وأشار عبد اللطيف إلى أن أوباما لا يزال حتى الآن يستخدم جزءًا من أساليب الإقناع التى ظهرت فى الخطاب الأول، مثل الحديث عن الروابط المشتركة بين الولايات المتحدة الأمريكية والشرق الأوسط، وهو ما بدا من خلال مدحه الشديد للشعوب وثوراتها التى لازالت مشتعلة"، مؤكدًا "ولكن تلك الأساليب والاستراتيجيات لا أتوقع أن يكون لها تأثير كبير على الشارع العربى الذى أصبحت لديه مناعة من الخطابات المعسولة".

وترى الناقدة هويدا صالح أن الخطاب ذو لغة عاطفية وخالية من المضمون، مما حرمه من تصنيف الخطابات السياسية التى توقعها الشارع العربي، موضحةً أن أوباما أراد بخطابه أن يقطع الأمل أمام الفلسطينيين فى الاعتراف بقضيتهم فى شهر سبتمبر المقبل من هذا العام، وتساءلت "فحينما تحدث عن حدود 1967 ودولة منزوعة السلاح لم يتحدث عن آليات تفعيل ذلك على أرض الواقع، وهو ما يجعلنا ننظر إلى تلك الوعود الكثيرة للولايات المتحدة الأمريكية التى لا تتحقق أغلبها، كما لم يتحدث أيضًا بشكل قوى عن المستوطنات الإسرائيلية وعمليات القتل التى يتعرض لها الفلسطينيون العزل".
وأضافت "وحينما تحدث عن ثورة مصر كان حديثه شعريًا وعاطفيًا للغاية، بالإضافة لحديثه عن الثورات العربية، وإدعائه بدعم الديمقراطية، فى حين أنه كان أول من عاون "مبارك" و"بن على" فى بقائهم على مقاعدهم، وبعدما فشلوا أعلن دعمه للشعب الذى انتفض لكرامته".

وحول حديث أوباما عن الثورة السورية قالت صالح إن الخيار الذى وضعه أوباما أمام بشار الأسد دليل على أنه يدعم الأنظمة السورية فى قمعها وقتلها للمدنين العزل، فحينما خيّر الأسد بين التنحى وبين وقف الاعتداءات، لم نعرف ما هو الموقف التالى إذا ما استمر "الأسد" ونظامه فى قتل المدنين العزل، وما هو موقف المجتمع الدولى حيال ذلك؟، موضحة"بالتأكيد كان هذا هو الموقف المتوقع من الولايات المتحدة الأمريكية فى دعمها لنظام بشار حفاظًا على الجولان التى لم يطلق منها رصاصة واحدة طيلة أربعين عامًا على الإسرائيليين".

وقالت هويدا إنه حينما تحدث "أوباما" عن البحرين، بدا وكأنه يغازل السعودية ودول الخليج العربى، ولم يلتفت للشيعة الذين يقتلون هناك، وأيضًا بدا ذلك فى دعمه حتى الآن للرئيس اليمنى على عبد الله صالح وديكتاتوريته، فكيف يدعم هؤلاء وأنظمتهم، ويخرج علينا بثوب الديمقراطى المطالب بالحرية؟
وتساءلت هويدا كيف لرئيس دولة علمانية مدنية مثل أمريكا ينادى بيهودية الدولة؟، وهو ما يعنى أن مئات الآلاف من عرب 48 أمام خيارين، أولهما أن يتركوا دينهم، أو يغادروا إسرائيل، أليس هذا ضد العلمانية ومبادئها، وكيف يلوم على المسلمين إذا أردوا أن يقيموا دولتهم الدينية؟





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة