◄◄ البشير: السودان يفتح ذراعيه لكل رجل أعمال مصرى يستثمر فيه.. وسلفاكير يؤكد: الجنوب لن يؤثر على حصة مصر من مياه النيل
لم يكن متوقعا أن يحقق الوفد الشعبى نتائج إيجابية قيمة من زيارته إلى السودان مثل مشروع المليون فدان لعدة أسباب، أهمها: غياب الكوادر المتعارف عليها للسفر إلى دول حوض النيل للتفاوض بشأن ملف المياه مثل مصطفى الجندى وحمدين الصباحى وعلاء عبد المنعم وعبدالحكيم جمال عبد الناصر والذين سافروا إلى دولتى إثيوبيا وأغندا.
غياب الجندى وحكيم والصباحى وكذلك شباب الثورة عن الوفد المسافر إلى السودان، دفع الدكتور السيد البدوى للحيرة فى استعمال لقب الوفد الدبلوماسى للشعب، فأطلق لقبا جديدا وهو «الوفد الشعبى» أو وفد الأحزاب المصرية وضم الدكتور على السلمى رئيس حكومة الظل، وأحمد عبد الحفيظ القيادى بالحزب الناصرى، ونبيل زكى وحسين عبد الرازق القياديين بحزب التجمع، ومن الكتاب الصحفيين سعد هجرس ومحمود بكرى والدكتور سمير عليش أمين عام المركز الوطنى للمنظمات الأهلية، وسامى أرميا ممثل جمعيات الشبان المسيحيين والدكتور صديق عفيفى رئيس جامعة النهضة، بالإضافة إلى الدكتور عمرو حمزاوى الباحث السياسى الشهير والأستاذ بجامعة القاهرة.
وبمجرد خروج أعضاء الوفد الشعبى من الطائرة كان فى انتظارهم وفد رسمى للاستقبال يضم قيادات وشخصيات عامة سودانية أبرزهم مصطفى إسماعيل عثمان مستشار رئيس الجمهورية، وأبو بكر الصديق أمين العلاقات العربية بحزب المؤتمر الديمقراطى وأسامة شلتوت الوزير المفوض والقائم بأعمال السفير المصرى بالسودان.
وفور انتهاء مراسم الاستقبال دخل الوفد الشعبى المصرى إلى صالة كبار الزوار وعقد مؤتمرا صحفيا مشتركا أكد فيه السيد البدوى، أن مصر والسودان دولة واحدة، وأن مصر قبل 25 يناير كانت تتلقى إملاءات من الخارج فى تعاملها مع السودان، غير أن الوضع الحالى بعد 25 يناير يفرض وضع علاقة جديدة بين الدولتين تقوم على إلغاء أخطاء النظام السابق.
فى صباح اليوم التالى التقى الوفد الشعبى مع الرئيس عمر البشير فى القصر الرئاسى وأكد البشير خلال اللقاء أن السودان دولة وشعبا تريد أن تفتح صفحة جديدة مع مصر بعد ثورة 25 يناير، مشيرا إلى أنه أول رئيس دولة زار مصر بعد الثورة تدعيما لها وتأكيدا على مصداقيتها.
البشير اعترف فى اللقاء بأن تزايد النفوذ الإسرائيلى فى القارة السمراء وتحديدا دول حوض النيل جاء بعد غياب مصر وتجاهلها مشاركة دول حوض النيل فى المشاكل التى تواجههم ضاربا المثل بالسودان، حيث قال «إن نظام الرئيس السابق حسنى مبارك تجاهل السودان وتركها تغرق فى مشاكلها الداخلية والخارجية دون أن يقدم لها أى عون أو إرشاد».
أوضح البشير فى نهاية لقائه مع الوفد الشعبى المصرى ترحيبه بالاستثمارات المصرية فى السودان، مؤكدا أنه يفتح ذراعيه لكل رجل أعمال مصرى يستثمر أمواله فى السودان.
اليوم الثانى عقد الوفد الشعبى المصرى جلسة مغلقة مع أعضاء المؤتمر الوطنى السودانى -الحزب الحاكم- لمناقشة كل القضايا العالقة بين الطرفين، وعلى الرغم من ارتفاع درجة حرارة الاجتماع بما يماثل درجة حرارة الجو، غير أنه أسفر عن نتيجة فى غاية الأهمية وهى مشروع زراعى مصرى سودانى مشترك، حيث وافقت السودان على تخصيص مليون فدان فى الولاية الشمالية والتى تبعد 400 كيلومتر عن مدينة أسوان المصرية وترتبط بها بطريق ممهد، وفى صباح اليوم التالى للزيارة، استقل الوفد الطائرة الخاصة إلى مدينة جوبا بجنوب السودان، والتقى أعضاء الوفد الشعبى مع سلفاكير رئيس جنوب السودان فى اجتماع مغلق بمقر الحكومة بوسط المدينة.
الاجتماع الذى استغرق 55 دقيقة كان أيضا اجتماعا كاشفا للعلاقة بين الدولتين، وبدأ بسؤال من البدوى لـ «سلفاكير» مفاده: هل أنتم تكرهون مصر كما يأتى إلينا من معلومات فى القاهرة؟
فرد سلفاكير: هذا ليس صحيحا، إنى أقدر مصر وأحترم ثوارها، ولها فضل كبير على الجنوب منذ 2005، فقد أنشأت 5 محطات كهرباء وفرعا لجامعة الإسكندرية، ومستشفى، والعديد من وزرائنا تعلموا فى الأزهر الشريف.
سلفاكير فى تصريحاته لـ«اليوم السابع» أكد أن الجنوب لن يؤثر على حصة مصر من مياه النيل، وأن نسبة 55 مليون متر مكعب من المياه ستصل إلى مصر كاملة، وأن الجنوب سيقتسم حصته مع الشمال والبالغة 18 مليونا، مضيفا أنه يأمل التعاون الاقتصادى مع مصر.
وفيما يعد أول جسور التواصل بين مصر والجنوب، فقد قدم الوفد الكثير من المنح الدراسية، وإنشاء مصنع أدوية فى الجنوب، إلى جانب التبرع بالدواء للعيادة الطبية الموجودة، ليتم توزيعه مجانا، فضلا عن إنشاء مسجد وكنيسة بتبرعات مصرية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة