تسأل الكاتب الألمانى كريستيانماير ماير عن صاحب سلطة الإفتاء فى الإسلام، وقال أن كل شخص أصبح يرى فى نفسه عالما فى الإسلام، مما نتج عنه تزايد عدد الفتاوى والتى تزداد حدتها يوما بعد يوم.
وأشار ماير فى مقال له على موقع القنطرة للحوار الاسلامى إلى أن الأزهر الشريف فى مصر لم يعد هو وحده صاحب سلطة الإفتاء للسنة، ولم تعد مدينة قم الإيرانية هى صاحبة الفقه الشيعى، لأن الإسلام أصبح مادة للنقاش فى جبال أفغانستان ومساجد نيويورك وشبكة الإنترنت، كما بات، بالطبع أيضاً، محور تعليقات الصحف الأوروبية.
وقال ماير فى مقاله "حتى فى أوربا فإن السويسريون والألمان عندما يتناقشون حول قضايا الاندماج أو العلاقة بين الإسلام وحقوق الإنسان، فإنهم يصبحون جزءا من النزاع حول الحق فى تأويل الإسلام وتفسيره"، لافتا إلى أن الصراع حول الإسلام اكتسب أبعاد غير متوقعة، وذلك عبر العولمة ووسائل الإعلام، مؤكدا أن هذا الصراع يخفى وراءه قلقا عميقا حول من يملك الحق فى التحدث باسم الأمة الإسلامية، ومن يعرف الطريق الصحيح ومن له الأولوية فى تحديد عقيدة المسلمين.
ويقسم الكاتب من يملكون رؤى إسلامية إلى ثلاثة أقسام ، أولهم من وصفهم المصلحون الشجعان الذين لا يأخذون بحرفية المصادر الدينية بل يحاولون تأويلها حسب روح النص، وعلى النقيض منهم يوجد المحافظون من ذوى اللحى الرمادية، والذين يتمسكون بتعليمات تفصيلية مستمدة من السنة النبوية عن كل حركة وكل فعل يقومون به، أما القسم الثالث، فيتمثل فى المحرضين وهم من يفضلون تأويل الإسلام ووضعه فى إطار الفعل، مما يجعلهم هدفا للنقد من قبل المسلمين الآخرين، على حد قوله.
ويقول ماير إن ما يجمع كل هذه الرؤى المتفرقة للإسلام هو التصور المحدد لما يجب على المسلم فعله أو التفكير فيه وما يتحتم عليه رفضه.
ويتطرق الكاتب الألمانى، لما وصفه بالحروب التفكيرية التى زاد عددها فى الآونة الأخيرة بين الجماعات الراديكالية الصغيرة، والتى تقوم كل منها باتهام الأخرى بالردة على شبكة الإنترنت، فيما يراه الكاتب مجرد مظهر هامشى صغير فى تطور يصفه بالخطورة فى التعامل مع الإسلام، مؤكدا أن كفة الميزان دائما ما تكون فى صالح الأصوليين والذين دائما ما ينجحون إثارة اهتمام الناس عبر التأويل الاعتقادى الخاص بهم دون أن يواجههم أحد.
وفى إطار تصنيفه لرموز المسلمين يصف ماير أسامة بن لادن زعيم القاعدة، الذى قتل قبل أسبوع على أيدى القوات الأمريكية فى باكستان، بالإسلامى الهاوى وكذلك حال إرهابيى القاعدة، ومن ناحية أخرى يوجد رجال الدين التلفزيونيون مثل يوسف القرضاوى الرجل المتجهم البالغ من العمر 84 عاماً والذى ينهال على مشاهديه بالفتاوى من خلال برامجه التليفزيونية، والتى تشمل كل صغيرة وكبيرة فى حياة ملايين المسلمين وهو ما يعبر عن حالة الإسلام فى هذا العالم المعاصر والذى تزايدت فيه حاجة المسلمين إلى القيادة الروحية فى كل خطوة يقومون بها.
كاتب ألمانى: الأزهر لم يعد مصدر الفتوى الوحيد للسنة فى العالم
الجمعة، 20 مايو 2011 05:37 م