من يظن أن ثورة الشعب المصرى قد انتهت بصدور بيان التنحى يوم الجمعة 11/2/2011م فهو واهم، لقد بدأت ثورة الشعب المصرى كل الشعب المصرى بعد بيان التنحى.
قبل صدور بيان التنحى كان الخوف يسيطر على قلوب الكثيرين،
وكانوا يرقبون الوضع وكلهم أمل فى تحقيق الحلم، فلما تحقق الحلم انكسر الخوف وذهب بلا رجعة من قلوب كل المصريين.
إن شعب مصر برجاله وشيوخه ونسائه وأطفاله قد اجتمعوا على كلمة سواء ألا وهى محاكمة رموز الفساد.
إن الشعب المصرى إذا أصر على مطلب لن يهدأ إلا بتحقيقه وهذا ما أكدته أحداث التاريخ، فالشعب المصرى ثار ثورة عظيمة من أجل عودة سعد زغلول ورفاقه من منفاهم، ولم يهدأ حتى أذعنت بريطانيا لرغبته.
فهل يظن أحد أن هذا الشعب بكل طوائفه سيقبل العفو عن الظالمين؟
إن الشعب المصرى إنما حركه شعوره بالظلم والقهر، وقد ذاق طعم الحرية فهل سيفرط فيها؟
إن قرار الإفراج عن بعض رموز النظام أثار غضب الشعب المصرى، وتتعالى الدعوات هنا وهناك لوقفة مليونية فى ميدان التحرير، وأظن أن الميدان لن يسع جمهوره هذه المرة.
إن الثورة لم تنته بعد، وستظل مشتعلة فى نفوس كل المصريين وستحرق كل من سيقف فى طريقها.
إن ما أكتبه ليس كلاما نظريا بل هو نبض ذلك الشعب البسيط الذى لم يصل نبضه إلى وسائل الإعلام، إن الذى يصل إلى وسائل الإعلام هو رأى النخب الفكرية، أما الشعب المصرى البسيط فقل من يظهر نبضه على وسائل الإعلام.
إن سعادة هذا الشعب البسيط بمعاقبة المفسدين تفوق سعادته بزيادة أجره.
إن هذا الشعب اعتاد الجوع والحرمان والظلم، واشتياقه للعدل أكثر من اشتياقه لأى شىء آخر.
