«حرب الفايبر» تتصاعد بين شركات المحمول و«المصرية للاتصالات»

◄◄ الشركات تطلب تصاريح بمد كابلات الفايبر لتقليل أسعار خدماتها وضمان عدم «قطع الخدمة».. وجهاز الاتصالات يرفض لـ«دواع أمنية»
تصاعدت «حرب الفايبر» بين شركات المحمول الثلاث «فودافون وموبينيل واتصالات» من جهة، والجهاز القومى لتنظيم الاتصالات من جهة أخرى، بسبب احتكار الشركة المصرية للاتصالات عمليات مد كابلات الفايبر، التى حصلت على ترخيص بمد كابلات فايبر لمسافة تصل إلى 1000 كيلومتر، فيما رفض الجهاز السماح لشركة فودافون ببناء كابلات أرضية، متعللا بـ«دواع أمنية»، وعلَّقَت «المصرية للاتصالات» على الجدل الدائر فى هذا الشأن، قائلة «إن بناء الكابلات الأرضية هو حق لها لامتلاكها رخصة لتقديم خدمات الهاتف الثابت».

فى المقابل أكدت شركة فودافون أنها تسعى إلى كسر احتكار «المصرية للاتصالات» مد هذه الكابلات بسبب تكرار حوادث سرقة الكابلات، وسقوط خدمات المحمول فى محافظات كاملة، مما أدى إلى خسائر تقدر بالملايين واستياء العملاء، لاسيما وأن شبكات المحمول تعتمد على البنية الأساسية للمصرية للاتصالات.

وقال محمد حنة رئيس إدارة التكنولوجيا، نائب الرئيس التنفيذى لفودافون مصر «إن الجهاز القومى لتنظيم الاتصالات رفض التصريح للشركة بعمل كابلات الفايبر الخاصة بالبنية الأساسية للتراسلات فى بعض المناطق بمصر، والتى تساعد فى توصيل المحطات ببعضها».
وأضاف حنة فى تصريحات لـ«اليوم السابع» أن الجهاز علل الرفض بوجود دواع أمنية، رغم موافقته لشركة «اتصالات مصر»، بمد ما يقرب من ألف كيلو من الكابلات، مطالبا الجهاز بضرورة المساواة بين شركات الاتصالات فيما يتعلق بمد «كابلات الفايبر».

وشدد حنة على أن قصر مد كابلات الفايبر على الشركة المصرية للاتصالات يؤثر على جودة الخدمة.

حيث تعتمد فودافون على البنية الأساسية لمشغل الهاتف الثابت، مشيراً إلى أن انتشار حوادث سرقة الكابلات، أدى إلى سقوط ما يقرب من 500 محطة للشركة فى محافظات مختلفة، وبالتالى توقف الخدمة وتعرضت الشركة لخسائر تقدر بالملايين.

وأوضح حنة أن السماح لفودافون ببناء كابلات الفايبر يترتب عليه تخفيض التكلفة حيث يقل الاعتماد على كابلات المصرية للاتصالات فى بعض المناطق، مشيرا إلى أن شركة فودافون تدفع ما يقرب من 300 مليون جنيه للمصرية للاتصالات سنويا، نتيجة الاعتماد على كابلات الفايبر لديها فقط.

وأوضح أن تلك الكابلات تساعد على سرعة نقل البيانات وتخفيض الأسعار للعملاء وتقليل الأعطال، كما أنه يمكن إتاحتها للشركة المصرية للاتصالات فى حال وجود أعطال لديها فى مناطق معينة، فى إشارة لإمكانية تبادل الخدمات بين شركات المحمول والمصرية للاتصالات فى حال تعرض كابلات أى منها لأى أعطال.

وأكد المهندس عماد الأزهرى نائب الرئيس التنفيذى للشركة المصرية للاتصالات للشؤون التجارية أن مد كابلات الفايبر هو حق للشركة وهى تمتلك ترخيصا بذلك، قائلاً: إن الشركة لا شأن لها بعدم منح شركات تشغيل خدمات المحمول الأخرى هذا الحق.

وأضاف الأزهرى فى تصريح خاص لـ«اليوم السابع»، أن الشركة تحصل على عائد كبير نتيجة تأجير سعات التراسل من خلال كابلات الفايبر لشركات المحمول، غير أن تأجير الأخيرة لهذه الكابلات أرخص لها من البناء والذى يتكلف مبالغ ضخمة للغاية.

وأكدت مؤشرات صادرة عن وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات عن شهر يناير الماضى، أن 91.3 % من المصريين يستخدمون الهاتف المحمول، بعدد مشتركين يصل 71.46 مليون تتصدرهم فودافون مصر بنسبة 31.7 مليون عميل، ثم موبينيل 30.3 مليون واتصالات 9.3 مليون، حيث تجاوز عدد سكان مصر حاجز الـ80 مليون نسمة، بينما انخفض عدد عملاء الشركة المصرية للاتصالات «محتكر الثابت» إلى 9.6 ملايين مشترك مقارنة بـ10.3 مليون فى يناير من العام الماضى.