"نيويورك تايمز".. مقتل زعيم القاعدة ينقذ أوباما من مصير رئاسى مظلم

الإثنين، 02 مايو 2011 10:59 ص
"نيويورك تايمز".. مقتل زعيم القاعدة ينقذ أوباما من مصير رئاسى مظلم أوباما
كتب رباب فتحى ومحمد عبد الرؤوف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يبدو أن الأقدار قد كتبت على أسامة بن لادن أن يكون سببا فى توحيد صفوف الشعب الأمريكى واصطفافه خلف قادته سواء كان حيا أو ميتا.


كانت البداية مع هجمات الحادى عشر من سبتمبر عام 2001 والتى رفعت بشكل كبير من شعبية الرئيس الأمريكى جورج بوش الابن – وهو الذى كان قد فاز بفارق ضئيل فى الانتخابات الرئاسية عام 2000 – بحيث وصلت فى نهاية 2001 إلى مستويات قياسية غير مسبوقة بلغت 90% قبل أن تتراجع وتصل إلى مستويات متدنية قياسية أيضا.

ومع إعلان الرئيس باراك أوباما مقتل زعيم تنظيم القاعدة فى عملية عسكرية بالقرب منى العاصمة الباكستانية إسلام آباد، فإن أسهم الرئيس الأمريكى فى طريقها للارتفاع مرة أخرى بعد أن تراجعت بشكل كبير.

المردود السياسى لمقتل بن لادن قد يتمثل فى زيادة فرص ساكن البيت الأبيض الحالى فى الحصول على فترة انتخابية أخري. ومع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية يمكن للرئيس الديمقراطى أن يفتخر بأنه تمكن من الوفاء بوعده الذى قطعه فى الانتخابات الرئاسية عام 2008، حيث كان قد قال "سنقتل بن لادن."

كذلك فإن مقتل زعيم القاعدة سيرفع من أسهم الحزب الديمقراطى الذى دائما ما كان يتعرض لانتقاده خصومه الجمهوريين بوصفه يتبع سياسات خارجية مثالية غير واقعية ويميل إلى الأفكار الحالمة أكثر من القوة.

ولكن مع موجة الانتفاضات الشعبية والثورات التى تشهدها المنطقة منذ بداية العام الجارى لم يعد بن لادن ذاته الشخص الأكثر أهمية فى منطقة الشرق الأوسط.

فبن لادن يمثل تجسيدا حيا للأفكار الجهادية التى تدعو للخروج على الحاكم واستخدام القوة. لكن تلك الأفكار لم تكن هى التى أطاحت بالحكام العرب، بل إن الثورات الشعبية التى أطاحت بمبارك وبن على كانت فى الأغلب حركة احتجاج مدنية تدعو للديمقراطية.

وهكذا فإن قائمة الأفراد الأكثر تأثيرا فى الشارع العربى شهدت تراجعا كبيرا لأصحاب الأفكار الجهادية والتطبيق الجبرى للشريعة وعلى رأسهم بن لادن لصالح من يرون فى صناديق الاقتراع الوسيلة الوحيدة للتقدم سواء كانوا مدنيين أو من ذوى التوجهات الإسلامية. ففى عام 2011 خسر بن لادن الكثير من الأرضية السياسية ثم لقى حتفه فى ذات العام.

كذلك فإن مقتل بن لادن قد يجلب على الولايات المتحدة الأمريكية بعض المعضلات خاصة مع حليفتها الإستراتيجية باكستان. فالعلاقات العسكرية الأمريكية الباكستانية لا تلاقى قبولا شعبيا فى أواسط الباكستانيين.

وسيأتى مقتل زعيم القاعدة ليزيد من الصورة السلبية للولايات المتحدة فى عيون الكثير من الباكستانيين الذين سيرون فى الأمر مجرد حلقة فى مسلسل التدخل الأمريكى فى البلاد وانتهاك سيادتها.

أخيرا فإن اغتيال زعيم القاعدة قد يسفر عن زيادة فى حجم العلميات التى تستهدف الوجود الأمريكى العسكرى سواء فى أفغانستان أو باكستان. كما يمكن أن يثير اغتيال بن لادن موجة من عمليات الانتقام التى قد تقوم بها التنظيمات الجهادية فى العالم الإسلامى أو الغربى والتى وإن كانت غير مرتبطة بالقاعدة تنظيميا إلا أن تتبعها فكريا.

من جانبها علقت صحيفة "نيويورك تايمز" فى تحليل إخبارى لها إن إعلان الرئيس الأمريكى، باراك أوباما مقتل أسامة بن لادن لم يحقق للولايات المتحدة نجاحا منتظرا لفريق الأمن القومى فحسب، وإنما حقق نصرا هاما لأوباما، الذى لطالما كانت سياسته الخارجية محط للانتقادات من قبل خصومه، فهو بمقتل بن لادن أوفى بتعهد من تعهداته الكثيرة.

الرئيس أوباما عكف خلال حملته الانتخابية على الإعلان بكل صراحة "إننا سنقتل بن لادن"، ولكن بمرور الوقت ونشوب الكثير من الأزمات الأجنبية الأخرى، سقط اسم بن لادن من تدريجيا من الخطابات الرئيسية والخطاب السياسى بوجه عام، مما سمح للنقاد بشن المزيد من الهجمات ضده بدعوى أن الإدارة الأمريكية لم تكن تركز بصورة كافية على الحرب ضد الإرهاب.

وعندما ظهر أوباما فى البيت الأبيض مخاطبا الجموع السعيدة التى اجتمعت بالخارج ملوحة بالأعلام الأمريكية احتفالا بالفوز على أحد أخطر الوجوه التى طالما اعتبرتها الولايات المتحدة أساس الإرهاب فى العالم، لم يكن يخاطب منتقديه، ولم يكن يتفاخر بإنجازه، بل على العكس من ذلك، استغل هذه اللحظة لإحياء ذكرى ضحايا حادث 11 سبتمبر، ولدعوة الأمة من أجل الوحدة الوطنية.

وأشادت الصحيفة الأمريكية باختيار الرئيس أوباما لكلمات خطابه عندما قال "دعونا نتفكر مجددا فى الشعور بالوحدة الذى انتشر بعد 11 سبتمبر، وأنا أعلم أنه فى بعض الأحيان تراجع هذا الشعور، ومع ذلك، إنجاز اليوم ما هو إلا شهادة على عظمة بلادنا وعزم الشعب الأمريكى".

ورأت "نيويورك تايمز" أن هذا التطور يعد بلا أدنى شك أحد أهم اللحظات التاريخية فى رئاسة أوباما، فهذه اللحظة تسمح له بأخذ فضل أكبر نصر للأمن القومى تحقق خلال عقد من الزمن، فالرئيس السابق، جورج بوش لم يستطع تحقيق ذلك طوال ثمانية أعوام مضت فى حربه ضد الإرهاب، فضلا عن أنها أصقلت مؤهلاته المتعلقة بالسياسية الخارجية فى الوقت الذى كان بدأ العالم يتشكك بها لاسيما بعد قراراته المتعقلة بالشرق الأوسط فى الآونة الأخيرة.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة