قال مسئولون أمريكيون اليوم الاثنين، إن وحدة تابعة للقوات الأمريكية الخاصة شنت غارة على مخبأ زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن بالقرب من إسلام أباد بعد أن تعقب عملاء الاستخبارات الأمريكية مرسالا كان محل ثقة من قبل بن لادن.
بدورها، أكدت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون، أن الحرب مع القاعدة لم تنته بمقتل زعيمها أسامة بن لادن، وطالبت حركة طالبان بالتخلى عن القاعدة والمشاركة فى عملية سياسة سلمية.
وقالت مصادر بالبنتاجون إن بن لادن قتل بطلقتين ناريتين فى رأسه، حيث قام سلاح البحرية الأمريكية بالتعاون مع وحدة استخباراتية تابعة لوكالة الاستخبارات المركزية "سى أى ايه" بمداهمة مجمع سكنى فى منطقة يقطنها ضباط متقاعدون من الجيش الباكستانى على بعد 50 كيلومترا شمالى "إسلام اباد"، وقد تكللت العملية بنجاح كامل.
وأضافت المصادر أن القوات الأمريكية تسلمت جثة بن لادن ونقلتها إلى أفغانستان ومن ثم تم نقلها لكى تدفن، وفقا للتقاليد الإسلامية، فى منطقة بحرية حيث تم إلقاء الجثة فى قاع البحر فى مكان سرى لم يكشف عنه البنتاجون، حيث لم تقبل أى دولة بدفنه فيها وتجنبا لإقامة ضريح له حتى لا يكون رمزا لأجيال جديدة من المقاتلين والمسلحين المتطرفين، إضافة إلى وجود مخاوف من أن تقوم عناصر من تنظيم القاعدة أو جماعات سلفية إرهابية تابعة للتنظيم بعمليات انتقامية.
ونوهت المصادر بأن البنتاجون وضع جميع القواعد العسكرية الأمريكية داخل الولايات المتحدة وخارجها حول العالم ضمن إطار ما يعرف بالاحترازات الأمنية المشددة، وطلب من كافة أفرد القوات المسلحة توخى الحذر أثناء تنقلاتهم فى عواصم دول العالم.
وأفاد مسئولون فى البنتاجون بأن هذه العملية تعيد إلى الواجهة الدور الريادى للاستخبارات الأمريكية الذى حقق نتائج إيجابية ناجحة، بدءا من اغتيال أبو مصعب الزرقاوى فى العراق ووصولا إلى قتل أسامة بن لادن أمس فى باكستان.
ونوهوا بأن هذا يشير إلى تحول فى الإدارة الأمريكية بالتعويل على الدور الاستخباراتى، وأكبر دليل على ذلك هو إجراء الرئيس باراك أوباما تغييرات على تشكيل فريقه الأمنى بدءا من نقل مدير الاستخبارات المركزية ليون بانيتا إلى البنتاجون وزيرا للدفاع إضافة إلى نقل الجنرال ديفيد بترايوس الذى أمضى السنوات العشر الماضية فى تعقب فلول تنظيم القاعدة فى العراق وفى أفغانستان وأيضا خلال فترة توليه القيادة المركزية الأمريكية.
وبعد اغتيال بن لادن أكد المسئولون فى البنتاجون أن إدارة عمليات مكافحة العنف والجماعات الإرهابية فى العالم لن تكون إدارة عسكرية صرفة، بل ستكون عمليات استخباراتية خاصة وخاطفة لتعقب المجرمين والإرهابيين، مشيرين إلى أن الفترة المقبلة ستظهر للعلن، خاصة مع موافقة مجلس الشيوخ، أن هناك اتجاها لتغيير مسار هذا الملف.
من ناحية أخرى، نفى مسئول فى البيت الأبيض صحة الصورة التى تم نشرها لبن لادن مقتولا بعد عملية الأمس، مشيرا إلى أنها مزيفة حيث أنه اطلع على الصور الحقيقية التى التقطتها القوات الأمريكية لأسامه بن لادن، مشيرا إلى أن هناك جدلا فى الإدارة الأمريكية حول ما إذا كان يجب نشر هذه الصور التى تثير بعض الحساسيات
باعتبار أنها دامية، بعد أن أصيب بن لادن برصاصة فوق عينه اليسرى وبالتالى فإن هناك إصابة بجمجمة ورأس بن لادن.
وأشار إلى أن الجدل يبنى على نتائج نشر صور لنجلى صدام حسن، عدى وقصى، والتى لم يتم نشرها إلى بعد أن تم تجميلها بتغطية وإخفاء الكسور والتشوهات التى وقعت فى وجهيهما.
من ناحية أخرى، أكد مسئولون فى البيت الأبيض أنه تم الإعلان عن نتيجة فحص الحمض النووى لأسامه بن لادن، والتى أكدت بما لا يدع مجالا للشك أن الجثة لأسامه بن لادن.
مسئولون أمريكيون: عملاء الاستخبارات تعقبوا مرسالا محل ثقة لـ "بن لادن"
الإثنين، 02 مايو 2011 07:26 م
أسامة بن لادن
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة