مثقفون: "بن لادن" قائد روحى للقاعدة

الإثنين، 02 مايو 2011 05:07 م
مثقفون: "بن لادن" قائد روحى للقاعدة أسامة بن لادن
كتبت هدى زكريا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
على الرغم من أن نبأ مقتل زعيم تنظيم القاعدة الأول، أسامة بن لادن، والذى أعلن عنه الرئيس الأمريكى باراك أوباما فجر اليوم، لم يثر دهشة كثير من المثقفين والمفكرين، وذلك لأنهم كانوا يتوقعون له مثل هذه النهاية فى ظل المطاردات الأمريكية له منذ أحداث 11 سبتمبر، لكنه لم يمر عليهم بدون طرح العديد من الأسئلة حول مدى قوة ردود أفعال تنظيم القاعدة للانتقام لزعيمهم الأول، وعن أيضا شرعية وجود الولايات المتحدة الأمريكية فى العراق وأفغانستان، التى طالما دافعت عن وجودها فيهما بحجة محاربة الإرهاب والقضاء عليه.

قال الكاتب جمال الغيطانى، إن الزعيم أسامة بن لادن ألحق أضرارا كثيرة بالإسلام والمسلمين فى كافة أنحاء العالم وشوه صورته تماما واختفاؤه الآن بمثابة تراجع لمزيد من الاتجاهات القائمة على العنف والقوة وانحصار لتصاعدها الدائم، وتوقع الغيطانى أن يقدم تنظيم القاعدة محاولات كثيرة على المدى القريب انتقاما لزعيمهم الأول، "أتوقع الانتقام لبن لادن وهذا طبيعى من ناس تعتمد طوال حياتها على الأسلحة والعنف".

وأضاف : بن لادن وجه مضر للإسلام ولم يثر الخبر دهشتى عند سماعه لأنه فى نظرى مات منذ عقود عندما قرر أن يختبئ ويقضى بقية عمره فى عزلة خوفا من المطاردات الأمريكية له.

فى حين قال الروائى والقاص إبراهيم أصلان، إن أى حرب ضد الإرهاب أيا كانت الجهة التى تقودها لابد أن تنتصر فى النهاية وذلك لأن الحياة دائما تنتصر للحق والعيش ولا تنتصر للظلم وقتل الأبرياء الذين دفعوا أرواحهم ثمنا باهظا لأفعال هؤلاء المجرمين.

وأضاف أصلان: حتى لو كان لتنظيم القاعدة رد فعل قوى تجاه ما حدث بالتأكيد أن كافة القوى العالمية ستتصدى لهم، وأوضح أصلان أنه استقبل نبأ تصفية بن لادن بالعديد من التساؤلات والتصورات، أولها طريقة عيش هذا القيادى وشكل منزله واختفاء الحراسة من حوله، وأكد أصلان أن المثير فى الأمر هو أننا لن نسمع ثانية عن اسم أكثر الشخصيات المطلوبة دوليا والمتسببة فى حالة الرعب والهلع فى العالم أجمع.

وقال الدكتور وحيد عبد المجيد، نائب مدير مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام، إن ردود أفعال تنظيم القاعدة فى الفترة القادمة تتوفق على مدى قوته، مضيفا أنه لم يكن هناك أهمية لشخصية بن لادن عقب أحداث 11 سبتمبر، فكانت حياته مثل موته لأنه عاش معزولا مختبئا من عيون العالم، مما أفقد القاعدة طبيعتها المركزية وحولتها إلى مجرد حالة عامة متناثرة الأركان فى كثير من الدول العربية والغربية وأصبح بن لادن مجرد روح ملهمة لبعض الشباب المتشددين الذين يسيرون على خطاه.

وأضاف عبد المجيد، لم يكن بن لادن زعيما حقيقيا للتنظيم أو قياديا حركيا فى العشر سنوات الأخيرة حتى تحولت الحركة إلى حالات مفككة ارتبطت به بشكل معنوى وليس تنظيميا.

أما الباحث والدكتور نبيل عبد الفتاح فقال، قتل بن لادن انتصار رمزى للولايات المتحدة الأمريكية انتطرته كثيرا بعد أن قدمت تنازلات عسكرية ومالية كثيرة من أجل الحصول على رأسه، وأكبر دليل على ذلك السعادة الغامرة التى يشعر بها المواطنون الأمريكان والأوروبيون أكثر من حكوماتهم.

وأوضح عبد الفتاح أن عملية القتل تلك ستفتح الباب أمام خلايا إرهابية كثيرة نائمة لتحقيق مزيد من الترويع والفزع للمواطنين فى أمريكا، وتوقع عبد الفتاح أن ما تشهده الدول العربية الآن من انتفاضات وثورات مطالبة بالحرية سيؤثر سلبيا على عمليات تنظيم القاعدة وذلك فى ظل تغيير السياج العام الذى كان يحتضن التنظيم ويرعاه.

وأضاف عبد الفتاح، ما حدث كان متوقعا وستبقى هناك العديد من الأسئلة أمام أمريكا للإجابة عليها، أهمها ما مدى شرعية وجودها فى العراق وأفغانستان بعدما كادت أن تقضى على الإرهاب.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة