أرى أن الأغلبية من الشعب المصرى الآن يتوجهون نحو الترشح للرئاسة، لدرجة أنه فى حديثى مع أحد الأصدقاء فوجئت به يخبرنى بأنه يعد لحملته الانتخابية ويسألنى عما إذا كنت سأدعمه أم لا؟ وذلك رغم أنه ليس بشخصية معروفة لدى الكثيرين، وحاولت إقناعه بالتوجه نحو الانتخابات البرلمانية إلا أنه رفض، ومن ناحية أخرى فلدى حتى الآن أكثر من 6 أو 7 دعوات للانضمام لحملات دعم فلان أو فلان كمرشحين للرئاسة!.
أتصور أن تكون وظيفة أحد المشرفين على سير العملية الانتخابية يوم الانتخابات هى سؤال الوافدين إلى اللجان: ناخب ولا مرشح؟
ولدى تخوفان من ذلك الأمر: أولهما أن يأتى يوم الانتخابات الرئاسية ولا نجد ناخبين، فالشعب بأكمله قد تحول إلى مرشحين.. والثانى أننى ألاحظ أن أحداً لم يعلن نيته خوض الانتخابات البرلمانية، فالجميع تحول فجأة إلى فكر الخدمة الرئاسية ولهذا أخشى أن يأتى يوم الانتخابات ولا نجد مرشحين أو ناخبين فى الشوارع، وبالتالى لا يكون لدى مصر برلمان!.
وعندما أرى القريب والبعيد - الرجل والمرأة - المسلم والمسيحى - الحزبى والمستقل يترشحون للرئاسة، أحزن لأن تلك الفرصة العظيمة ستفوتنى، نظراً لأننى غير مستوفية لشرط العمر وأظننى لن استوفيه لعدة دورات قادمة، ففكرت فى أن أتحالف مع صديقة بحيث نخوض الانتخابات - عفواً فى اللفظ - كأجندة واحدة!.. فمجموع عمرينا يفى بشرط العمر ويفيض، وذلك فضلاً عن أننا سنلاقى استحساناً من البعض ممن يرون أن الرجل يعادل امرأتين، وأيضاً عملاً بمقولة: إن الأفة أم ودنين يشيلوها اثنين!!.
وشجعنى على الترشح للرئاسة أننى فى مرحلة قراءتى للمرشحين وجدت أن المسألة بسيطة للغاية، فجميعهم ذهب إلى مغازلة البسطاء والفقراء كقاعدة عريضة من الشعب المصرى - وبالطبع كقوة تصويتية - واعداً إياهم بالإعانات والمعاشات ومضاعفة الأجور وتحسين المواصلات والبنية التحتية والتأمين الصحى والغذائي، وقد تأتى بين السطور الإشارة إلى التعليم أو غيره من القضايا الثانوية، ووجدت أن الكلام والوعود أبسط من أن تستغرق وقتاً للتفكير فيها فليس لدينا ما نبنى عليه!.. سنبدأ من الصفر.
ووجدت أن الحديث عن تأسيس دستور جديد وتحقيق الديمقراطية وإطلاق الحريات وبناء الدولة المدنية ودعم الفكر المؤسسى ومجابهة المركزية ومعالجة مشاكل الأقليات وآليات ذلك كله لا مجال له فى المرحلة الحالية ولا يُعنى به إلا المكون السطحى من الشعب المصرى – والذى لا يشكل قوة تصويتية –
فخلصت إلى أن الحديث عن البطالة والعشوائيات ولقمة العيش هو ما سيأتى برئيس مصر القادم، أما غير ذلك فيعد هراءً وبالعربى كده.. كلام ما يأكلش عيش!!.
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة