أنا بلطجى نعم مهنتى البلطجة، مهنة صنعها غيرى..
هذه قصتى:
لم أكمل تعليمى بسبب ضيق يد، والدى وخرجت للعمل مبكرا ثم تعلمت حرفة اكتسب منها وأعطى والدى وأمى جزءا مما أكسب، حتى أساعدهم على الحياة وتكاليفها.
وجدت الإهانة منذ الصغر بداية من حرمانى من حقى فى التعليم ثم فى الاستعباد الذى لقيته من صاحب العمل، وظللت هكذا فى إهانة فى العمل ونظرة مجتمع مليئة بالتحقير، وجدت أخيرا المهرب من كل ذلك وهو "المخدر" على اختلاف نوعه فكان مشاهدة الأفلام الجنسية ثم شرب السجائر ثم الحشيش وأنواع مخدرة كثيرة.
مع أول موقف قررت أن أثبت للمجتمع أننى لست مجرد "صنايعى" لا ينظر اليه الناس، إلا عندما يحتاجون إليه، وبعد ذلك لا يأبهون به وكأنه غير موجود.
تعاركت مع من يهيننى، أو من لم يعرف كيف يعاملنى كحرفى وكمكبوت انتظر الانفجار فى وجه من يقابلنى.
دخلت السجن لأول مرة فكانت بداية لمرحلة جديدة فى حياتى وهي(البلطجة).
كنا وما زلنا فى غير حسابات المجتمع حكومة وشعبا، لنا ثقافتنا الخاصة ولنا اغانينا الخاصة بنا ولنا القدوة الخاصة بنا ولنا المجتمع الخاص بنا. لا نفهم كلام الشيخ والقسيس .اننا نرضى بالقليل من الاحترام والتقدير.ونكره نظرة الشفقة والتكبر.
إلى هنا يمكن ان تقول إن تلك الظروف يمكن أن تصنع رجلا ، ولك الحق فنحن نجد نماذج كثيرة نشأت وسط الركام وأصبحت علما بعد عدم، ولكنى أتحدث عن افتراض حدث وقد يتكرر ، مع اختلاف الظروف فى ظاهرها لكن باطنها واحد.
كيف اصبحنا بلطجية؟
وقعت ضحية للنظام الماضى
كنا سلاحه الذى يواجه به معارضيه، كنا أداة بطش وضرب، أهين واجرح وأضرب أشرف الناس وأجلهم قدرا فى المجتمع.
كنا نجمع الأتاوة من سائقى الميكروباص لأمناء الشرطة ونأخذ نصيبنا من ذلك فكنا بذلك موظفين عند الداخلية فى مهنة البلطجة . - هذا الجهاز يعرف باسم "الكارته"وهى تسميه مأخوذة من cartel وهو تنظيم عصابى منظم.
كنا مجبورين على ذلك كنا إذا رفضنا ننال الأذى وكانت بيوتنا محط رجال الأمن، حتى يشعرونا بأنهم فوق رؤوسنا وانهم لا ملجا لنا غيرهم
وبعد بداية الثورة وقبل تنحى مبارك كانوا يقولون لنا اننا سنعدم ان نجح الثوار فى ثورتهم وأنهم سيعدومننا فى ميدان عام وكانوا يقولون لنا دافعوا عن بقائكم لا بقائنا ، وكانوا يقولون اننا سنهرب للخارج ولن يقدر علينا احد ، اما انتم فستقعون فريسة وكبش فداء
كنا ندافع عن البقاء.
وبعد ظهور مخططات الثورة الانقلابية كنا نحن ابطلالها ونحن خط الدفاع الأول لها. نحن الى الآن قنبلة موقوتة ربما تنفجر فى اى وقت. نريد ان نعيش فى سلام وامان مثل كل الناس نريد اعادة تأهيل، نحن مصريون ولسنا أعداء.
يا دكتور شرف احنا كتير اوي
احنا يمكن نشتغل اى حاجة
احنا اشتغلنا كل حاجة غلط ممكن تتصورها
وعاوزين نبقى كويسين زى كل الناس
عاوزين الناس يغيروا نظرتهم لينا
عاوزين افلام توجهنا صح مش توجهنا غلط
احنا تعلمنا من فيلم عفاريت الاسفلت ان السائق بدون مباديء يسرق ولاد حتته ويخون جاره مع زوجته وحاجات تانى كثير
احنا اتعلمنا ان العامل صاحب الحرفة بتاع خناقات وبتاع ستتات وانه يضحك على البنات ويخلى بيهم
عاوزين نتعلم دينا من واحد زى الشيخ كشك باسلوبه البسيط الجميل
يادكتور شرف
احنا مش بنقول اننا كنا ضحية
لا
احنا برضه كنا غلط ايوه كنا غلط
ميزان الحق كان مايل ومعندناش قوة ايمان تجعلنا نصبر ونحمل زى اللى كنا بنضربهم بامر من الحكومة
والحياة كانت صعبة وكنا بنحس اننا لما يبقى معانا فلوس كتير ونشترى كل اللى اتحرمنا منه واولادنا يصرفوا ببزخ اننا كده بنقول للناس احنا اعلى منكم
الناس كانت بتبص للمظاهر واحنا كنا بقول محدش احسن من حد
يادكتور شرف
جمعنا واتكلم معانا واعرف مشاكلنا.
احنا ممكن نبقى ناس صالحين للبلد بدل من ان نكون قنبلة موقوتة.
يا كتور شرف احنا عايشين الأيام دى على السرقة بالإكراه من الناس فى الشوارع والمناطق المقطوعة.
أرجو أن تصل تلك الرسالة لكل من يهمه الأمر
صورة بلطجية<br>
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة