أكد أيمن الصياد، أن الإعلام التقليدى والغير تقليدى كمواقع التواصل الاجتماعى، كان لهما تأثير كبير فى تحريك ثورة 25 يناير وتنظيمها، وأشار إلى أن الحراك الطلابى والاعتصام لم يكن مفاجئًا، وأن مواقع التواصل الاجتماعى قدمت رسائل إعلامية من خلال مقاطع فيديو لأحداث وقعت فى السبعينيات والثمانينيات، ساعدت على إشعال الثورة.
وقال إنه لا يتفق مع الرأى القائل بوجود دور للإعلام التقليدى، خاصة الصحف الخاصة، فى إشعال الثورة، مؤكدًا أنه بالرغم من أن الصحف تناولت مرارًا معظم قضايا الفساد المطروحة الآن والتى يتم التحقيق فيها، إلا أن هذه المساهمات لم يكن لها تأثير كبير، لأن الشباب هو الأكثر قدرة على أن يخطو الخطوات الأولى، ولأن وسائل الإعلام الأولى بالنسبة له هى الوسائل الغير تقليدية.
جاء ذلك خلال الندوة التى نظمتها مكتبة الإسكندرية مساء أمس الأحد، ندوة بعنوان "الإعلام وثورة 25 يناير"، التى تحدث فيها أيمن الصياد، رئيس تحرير مجلة وجهات نظر، وأدارها ممدوح مبروك، الأخصائى بمنتدى الحوار بمكتبة الإسكندرية.
ولفت إلى أن الإبداع على شبكة الإنترنت كان عاملًا مهمًا فى نجاح تأثير وسائل الإعلام الغير تقليدية، حيث تمكن الشباب من تسييس كل ما هو غير مرتبط بالسياسة، ووضعه فى شكل معين، لحشد وتجييش المشاعر فى اتجاهات معينة.
وأكد أن التربة فى مصر كانت مهيأة على مدة الثلاثين عامًا الماضية على أن تثور، وأن الإحباط الذى أصاب الشباب بعد انتخابات عام 2005 تضمن بذور غضب وتمرد وثورة.
وأوضح أن ثورة 25 يناير، لا تعتبر بالضرورة "ثورة الفيس بوك"، بسبب تلك العوامل السابقة، وخاصة لأن جميع من نظموها ودعوا لها لم يتوقعوا أن يزيد عددهم على مائتى شخص يوم 25 يناير 2011.
وقال الصياد، إن وسائل الإعلام التقليدية لعبت دور وسائل الإعلام الغير تقليدية بعد انقطاع خدمة الإنترنت والهواتف المحمولة يوم 28 يناير، مستشهدًا بدور قناة الجزيرة فى عرض أخبار عن أماكن تجمع الثوار وأوقاتها.
وأكد أن الإعلام المصرى كان متأخرًا، وحتى محرضًا على الثوار أثناء الثورة، مبينًا أن الظاهرة الأخطر هى ظاهرة "المتحولون"، حيث نجح عدد كبير من الأشخاص فى ارتداء قناع آخر بعد الثورة، وأصبح من الصعب معرفة المواقف والأفكار والتوجهات الحقيقية.
وانتقد الصياد ما أطلق عليه "ظاهرة التسليع"، وهى استخدام عدد كبير من الجهات لرموز الثورة، وتحويلها لسلعة تباع وتشترى، سواء لإنشاء قنوات تلفزيونية أو مجموعات سياسية أو أحزاب.
ولفت إلى أن "سقوط الإعلام المصرى" أثناء الثورة لا يعنى سقوط الإعلاميين المصريين، مشددًا على أنه لا يوجد قناة واحدة التزمت بالحياد فى تغطية ثورة 25 يناير، وشدد على أهمية أن يحرص الجمهور على الإطلاع على كافة وسائل الإعلام، والتعرف على كل التوجهات قبل تكوين الصور والأفكار.
وفى الختام، أكد الصياد أن أهم ما فى تغيير النظام هو تغيير الثقافة والمفاهيم، ولذلك يجب على شباب الثورة التمسك بلحظة 25 يناير، حتى لا تتعرض مكاسب الثورة للخطر.
من جانبه قال ممدوح مبروك، إن ثورة 25 يناير بينت أهمية الانفتاح الثقافى والإعلامى، حيث أعطت مواقع التواصل الاجتماعى الفرصة للشباب لإنشاء صفحات للتعبير عن آرائهم وأفكارهم، وأشار إلى وجود نمط جديد للإعلام يطلق عليه "الإعلام الافتراضى"، لكنه يرى أنه لم يعد افتراضيًا، بل أصبح حقيقة واقعية، ومحركا ساعد على إسقاط نظام بأكمله.
الصياد: سقوط الإعلام المصرى أثناء الثورة لا يعنى سقوط الإعلاميين
الإثنين، 02 مايو 2011 11:25 ص
اتحاد الإذاعة والتلفزيون
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة