قالت مجلة "التايم" الأمريكية، إن المصريين يشعرون بالتفاؤل على الرغم من الصعاب التى تشهدها بلادهم فى الأشهر الثلاثة الأخيرة التى أعقبت الثورة والإطاحة بالرئيس حسنى مبارك.
وأشارت المجلة إلى استطلاع للرأى أجراه مركز بيو الشهر الماضى وكشف عن 65% من المصريين راضون عن الأمور التى تسير بها البلاد وكانت نسبتهم 28% فى العام الماضى. وقال أكثر من نصف المشاركين فى الاستطلاع إنهم يشعرون بالتفاؤل بشأن المستقبل على الرغم من الافتقار إلى حكومة مركزية قوية وتراجع النمو الاقتصادى من 7% إلى 1% خلال الأشهر الستة الأخيرة.
ونقلت التايم عن حسام بهجت، مدير المبادرة المصرية للحقوق الشخصية قوله إنه يعتقد أن الأمور تسير فى الاتجاه الصحيح. فإذا نظرنا إلى القاهرة ربما نجد الوضع أسوا وكأننا فى دولة شهدت لتوها انقلابا عسكريا، إلا أن البلاد لا تزال مستقرة، ولم تسقط وهذا ما يدعو إلى التفاؤل.
ولا تزال هناك عدة أسباب تدعو للقلق بشأن الآفاق الديمقراطية فى مصر، لكن هناك أيضا الكثير من الأسباب التى تدعو إلى الأمل، وهو أمر من الصعب قوله على باقى دول الشرق الأوسط. فقد شهد الربيع العربى قدرا من سفك الدماء والصراع من أجل إحداث التغيير الإيجابى، فلجأ الحكام فى البحرين واليمن وسوريا وليبيا إلى استخدام العنف ضد شعوبهم للتمسك بالسلطة. وعلى المدى الطويل، فإن مثل هذه الوحشية سيكون لها نتائج عكسية ضد الحكام المستبدين بعزلهم عن العالم وتدمير كل ما يزعمون من شرعية. لكن القسوة التى أبداها بعض القادة مثل بشار الأسد والقذافى وعلى عبد الله صالح قد جعلت الثوريين أنفسهم أقل رغبة فى التسوية وأكثر ميلا إلى الانتقام حينما يتولون السلطة.
وترى الصحيفة أن ها السبب هو الذى يجعل مصر مهمة. فحتى الآن، لا يزال النقاش داخل الولايات المتحدة دائراً حول ما إذا كان يجب الضغط من أجل إزالة الأنظمة غير الديمقراطية فى الشرق الأوسط. لكن الاختبار الأكبر هو كيفية تجنب الفوضى بعد رحيل هذه الأنظمة. فدول مثل ليبيا وسوريا تبدو أشبه بالعراق بعد صدام حسين أكثر مما تشبه مصر اليوم. فهى دول فقيرة ذات حكومات مركزية ضعيفة وعرضه للإرهاب وعدم الاستقرار والطائفية.
وتحاول الصحيفة تحديد المعالم التى يمكن من خلالها للعالم أن يساهم فى إيجاد دول مثل مصر وتجنب نموذج العراق، وتقول إن الثورة التى تفجرت فى ميدان التحرير لم تأت من فراغ، فقد كان هناك مجتمعاً مدنياً يشمل القضاة والمحامين والفنانين واتحادات العمال والمفكرين الذين تحملوا قمع مبارك. وفى السنوات الأخيرة شهدت مصر ظهور صحف وقنوات تلفزيونية مستقلة ساهمت فى فضح أكاذيب الحكومة وتسليط الضوء على هؤلاء الذين يناضلونها.
واعتبرت الصحيفة أن هناك درس مستفاد فى ذلك للساسة الغربيين. فما تم إنفاقه لمحاولة تغيير الشرق الأوسط بالتدخل كان من الأفضل أن يتم إنفاقه لتدعيم المؤسسات القادرة على إصلاح المجتمعات العربية من الداخل. فالمجتمع المدنى الفعال ليس قادراً على إحداث التغيير السياسى فقط، ولكن الحافظ عليه بمجرد أن يأتى. وهذا هو السبب الرئيسى فى أن مصر رغم المشكلات التى تواجهها وتواجه جيرانها لديها فرصة لتحقيق انتقال سلمى وناجح إلى الديمقراطية.
التايم: المجتمع المدنى القوى يعزز فرص الديمقراطية فى مصر
الإثنين، 02 مايو 2011 08:07 م
التايم تعلق على الديمقراطية فى مصر