أيتها الفتاة تحجبى، فإن الحجاب يزيدك عفة وجمالا، ولا ينتقص من قدرك شيئا ولكنه يزيد من قدرك ويرفعك عند الله درجات كثيرة، وتكونين به فى معية الله يحفظك به من شر الناس وأشرهم ويمنعك عنهم، ويصدهم عنك، وتكونين من أتباع الرسول ممن يمتثلون لأوامر الله والرسول دون تردد ويسارعون فى الخيرات وهو خير لك، ولو تأملت الفتيات الغير محجبات يمشون فى الشارع وورائهن فتيان يتصيدون لهن الأخطاء ويضايقوهن بالألفاظ الرديئة التى تحرجهن وتتسبب فى الخلافات بينهم، وتصل إلى الضرب والسب والإهانة البالغة أمام الجميع، وتكون الخاتمة فى قسم الشرطة وما يلحق بها من تداعيات، فما الداعى إلى ذلك؟ وما الذى سوف تستفيد منه الفتاة من عدم طاعة الله؟، فقد قال الله تعالى {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ} (12) سورة التغابن.
ابنتى الغالية، الحجاب وقاية لك من كل ذلك، فإن الله لا يأمرنا بشىء ليس له فائدة، سواء من طعام أو شراب أو ملبس، وكلها تتكشف لنا حقيقتها بالعلم والتحليل، وقد يأخذ بها الغرب قبلنا لعلمهم بفائدتها، ولا يمنعنا عنها الله إلا لأنه خالقنا وهو أعلم بنا، ويريد لنا الخير والفائدة ولا يرضى لنا الضرر، فمثلا، منعنا الله من شرب الخمر لعلمه إنها مضرة لنا من جميع النواحى، فهى تذهب العقل والفكر وتقضى على الإنسان فى النهاية من شدة المرض الذى يصيبه نتيجة تناوله للخمر من تدمير للكلى والكبد والمخ، وأيضا لضرره البالغ على المجتمع وأيضا على حياته الأسرية والشخصية وغيره، وقد أثبت ذلك العلم من تجارب قام بها العلماء.
كما نهانا الله عن أكل الميتة والدم ولحم الخنزير فى قوله تعالى {إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالْدَّمَ وَلَحْمَ الْخَنزِيرِ وَمَآ أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (115) سورة النحل وغيرها من النواهى التى نهانا الله عنها لعلمه أنها تضرنا، فلماذا لا نستمع لله عندما قال لنا فى الآية الكريمة ({......وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ .......(31) سورة النــور) والآية الكريمة و{يَا أَيُّهَا النَّبِى قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا} (59) سورة الأحزاب)
ابنتى الغالية سارعى بارتداء الحجاب وكونى أول من يرتديه من جيلك طاعة لله فأنه وقاية لك من كل سوء وحفظ لك من كل شر، ولا تستمعى لنداء الشيطان الذى يصور لك أن هذه "رجعية وتخلف" كى تظلى مصدر فتنة للشباب ويحاسبوا على نظراتهم لك، وبذلك يظل هؤلاء الشباب تحت سيطرة الشيطان، ويكونوا عبدة له وتحت أمره فى كل شىء، وتظلى أنت أيضا ترتكبين ذنوبا لا تقصدينها ولكنك تسببت فيها.
فليرحمنا الله من أفكار الغرب والتمسك بهم واتخاذهم قدوة لنا فى لبس البناطيل الضيقة التى تكشف عوراتنا وتبين أجسادنا وصدورنا المكشوفة للجميع، وليغفر لنا الله ما لم نكن نعلمه ولا يحاسبنا عليه، وأقول لكل أم أنت القدوة لابنتك فأمريها بلبس الحجاب منذ بلوغهن كى تتعود عليه، وحببيها فيه تنالى رضا الله وحبه وتنالى جنته.
ونظرا للظروف السيئة التى يمر بها شبابنا اليوم لعدم مقدرتهم على الزواج وتكاليفه، أن يقلل الآباء من متطلبات وتكاليف الزواج ونخفف منها قدر المستطاع ولا نغالى فيها، عملا بقول الرسول عليه الصلاة والسلام (إِذَا جَاءَكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَأَنْكِحُوهُ إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِى الْأَرْضِ وَفَسَادٌ)، وأطلب من كل شاب مؤمن ومخلص لله ودينه ووطنه أن يغض بصره كما أمرنا الله تعالى {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ} (30) سورة النــور، ويجب أن نتقى الله ولا نقع فى الفتنة ولا نساعد عليها ونحترم أنفسنا ونصونها ضد الوقوع فى الرذيلة وعندها لن نقول من السبب فى وقوعها البنت أم الولد؟
وليرحمنا الله وليغفر لنا جميعا ما دمنا فى طاعته
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
وفاء أحمد التلاوي
إلى صاحب التعليق حرية شخصية رقم 13
عدد الردود 0
بواسطة:
الحارس الشخصي
شكر وثناء