مسعد البرديسى يكتب: أتمنى أن أكون مخطئــا

الخميس، 19 مايو 2011 12:19 ص
مسعد البرديسى يكتب: أتمنى أن أكون مخطئــا للانفلات الأمنى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هل يمكنك أن نتصور مثل هذا الشعار المقيت, (البلد سايبة يلا نسرق)! والذى يتخذه الخارجون عن القانون وما نسميهم بالبلطجية، حيث لا يمكنا فعلا وسط حالة الفرح والهوس والانتصار من بعد ذل وغياب الخوف من السلطان الجائر وقد أطيح به ومن ثم كثرت سكاكينه كما يقال فى المثل الشعبى المشهور!

ثم يذهب الكثيرون أو قل البعض إلى ارتداء زى البلطجة باستغلال فتوة الشباب والحماس الزائد الذى فاق الحد، خاصة بعد هزيمة الخوف هزيمة منكرة.

أرى وكأننا فى مباراة لكرة قدم وقد أخطأ حكم المباراة خطأ ربما يبدو غير ذى بال، غير أن جمهورا غير واع تهجم على أرض الملعب، وكاد أن يفتك باللاعبين وبالحكم وقوائم المرمى، وأسرع رجال الأمن يتسترون وراء الجدر خوفا من مصير مجهول!

أيمكنا تصور هذه الحال التى نحن عليها والصورة التى يحاول أعداؤنا أن تبدو قاتمة لثورة رائعة فرحنا بها أشد الفرح؟ أيصل بنا الهوس من الفرح يا سادة إلى ذلك؟ مما يغرى اللصوص وقطاع الطرق إغراء لا مثيل له من السرقة والنهب والترويع.

لا نريد عرض إحصاءات مثل تعدد سرقات السيارات هنا أو هناك, إلى كثرة اعتصامات مغرضة ودنيئة القصد والغاية, والاستغراق فى تهويل وإشعال الفتنة الطائفية, والإكثار من الطلبات والمزايدات بداع أو بدون داع، إلى ارتداء لباس رجال الأمن مظهر الطيبة والخوف على الحياة والتوقف، بالتالى عن المواجهة الحاسمة مع اللصوص، أتمنى ألا أصيب نفسى وأصيبكم بشعور المرارة والإحباط.

أتمنى وأرجو أن أكون مخطئا, أتمنى من يقول لى أنت مفرط فى التشاؤم غير أن تتابع أخبار الحوادث اليومية فى الصحف والقنوات وأحاديث المجالس, وتردد الشائعات, يكاد أن يوهمنى بذلك.

الآن نحن جميعا أمام مواجهة مع النفس ولا يزن هذه المواجهة ويروضها إلا حراك دينى واعى بعيد عن عصبيات مقيتة, أو انتهاك لحرمة أحد أو تعد على حقوقه, حراك دينى يعيد للأخلاقيات مكانتها وأهميتها, الحراك الدينى هى بمثابة المؤدب لمن يحيد عن السبيل، فالتخويف من عقاب الله والذى يتصوره البعض مثل حقنة البنج, مجرد أن ينتهى مفعولها يعود الحال كما كان.

لا بل يلزم أن يؤخذ الآن مأخذ الجد, ولن يستطيع أن يهدأ من هذا الروع ويضبط الانفعـال السائد بيننا، إلا دستور الله فى الأرض ألا وهو القرآن الكريم وتوجيهات نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم, متوازيا مع احترام فائق لقوانين المجتمع.

إن الجهاد مع النفس هو عنوان المرحلة الحالية حقيقة، وكما سمى فى الأثر بالجهاد الأكبر، وبحق هو الجهاد الأكبر، وتنحصر محاوره كما يلى:
ـ التزام أخلاقى.
ـ عزيمة تدفع بالإنتاج دفعا فعـالا.
ـ قيادة تتحلى بالحزم والحسم واتخاذ القرار.

"البلد سايبة يلا نسرق" شعار مقيت علينا جميعا الفرد قبل الجماعة مواجهته دون كلل, ثم نظل ندعو ساجدين لله سبحانه وتعالى فى كل لحظة أن يحفظ مصر آمنة مطمئنة ويجعلها فى ضمانه.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة