◄◄ نحتاج إلى نموذج الداعية الشيخ الشعراوى.. القادر على لم الشمل وحسم القضايا
الأمر لم يعد يحتمل أدنى تأخير، طالما أن قطار العنف قد انطلق من محطة الطائفية وهى المنطقة الملتهبة دائماً أبداً بالصراعات المتجددة التى قد تصل إلى حرب أهلية طاحنة- لا قدر الله.. الأمر خطير إذن وليس خاصا بفئة أو طائفة، بل هو خاص بكل مواطن مصرى يريد أن يعيش فى أمن وأمان فى بلده، وخاص بوطن كبير لا نقبل تقزيمه أو الاستهانة بتاريخه أو تلخيصه فى شعارات أو قضايا شخصية يراد بها باطل، انفجار الفتنة الطائفية من جديد فى منطقة إمبابة معناه أن الحلول السابقة التى استعملها حكماء مصر، كانت غير مناسبة وانتهى تاريخ صلاحيتها.. فلا مجالس الصلح السريعة ولا الوعود المؤجلة، يمكنها أن تعالج أزمات بحجم الطوفان.. خاصة أن هناك مشاكل متوارثة، منذ أكثر من 40 عاماً لم تحل بعد، ولاتزال ترمى بسمومها فى كل مناسبة وتنزف معها عشرات الأسئلة التى لم يجب عليها أحد ولم تحسم بعد، وكثير من الجرائم الطائفية التى ارتكبت، كانت تنتهى بشعارات تشبه الشو الإعلامى، ولهذا سريعاً ما كانت تتكرر فى صور مختلفة.. خاصة أننا نفتقد اليوم لصوت الحكمة القوى الذى يرتقى إلى مكانة ومنزلة داعية مثل الشيخ العالم الجليل محمد متولى الشعراوى، رجل مستنير كنا نجتمع حول آرائه ونستزيد من فكره وتجاربه.. كان دائماً يحسم القضايا.. ولكن اليوم لا نجد مثل هذا الرجل القدوة ومع تقديرى الكبير لفضيلة الدكتور أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر الشريف.. إلا أننا ننتظر منه دوراً أقوى وحزماً أكثر وردعاً للمواقف.. لأن الوقت صعب، كان الاتهام الأول دائماً يقع فى سلة الإخوان المسلمين، ثم تبدل الوضع فإذا بنا نرى رموز الإخوان يتحدثون بوعى عن الإسلام والمواطنة وحقوق الآخر، ورافضين تماماً أى محاولات للتفرقة ونافين أن يحدث أى تعدٍّ ضد الأقباط باعتبارهم شركاء فى كل ما يهم الوطن والمستقبل الواحد.. فهم يرون أن عرقلة الأمور بيننا من شأنها تعطيل عجلة نمو الوطن.. ثم فوجئنا بجماعة السلفيين، يظهرون فى الفضائيات ويفرضون الحلول المقترحة لكل الأزمات وكأنهم أصبحوا هم الحكام.. فوجئنا بالسلفيين هم أصحاب اليد الطولى التى تأمر وتنهى وتطالب بتعديلات محددة لخدمة جماعتهم، لولا وقفة المجلس الأعلى للقوات المسلحة التى نجحت فى لم شمل الجميع تحت لواء دستور جديد يخدم الجميع، ثم عاد السلفيون يخترقون الفضائيات حتى وصل الأمر إلى أن طالب أحد كبار المسؤولين فى الإذاعة والتليفزيون بتخصيص برامج خاصة للسلفيين ورشح أحدهم ليكون واجهة شعبية فى أحد البرامج الكبيرة.. لولا تصدى مجموعة من الحكماء الذين يخشون أن ينتشر هذا الفكر السلفى بصورة ضخمة ولا نأمن ماذا وراءها، وماذا ستفعل، بنا فى الغد القريب والبعيد.. إلا أن الفتنة لم تنم.. بل إنهم وجدوها فرصة لإشعال سيناريو جديد قريب من هذه القصة.. فى منطقة إمبابة والبطلة هنا سيدة تدعى عبير أسلمت بالفعل منذ سنوات أمام الجميع وأطلقت على نفسها شيماء وقالوا- كذباً- إن الكنيسة أخفتها، وصارت المنطقة ناراً مشتعلة لم تهدأ برغم أن راعى الكنيسة بإمبابة اصطحب المدعين أنها اختطفت وطاف بهم فى كل أنحاء الكنيسة وبعد الزيارة هدأ كل شىء.. لنفاجأ بعدها أن النار تشتعل لتحيط بالجميع.. ثم نفاجأ بالشيخ محمد حسان أحد كبار السلفيين يتبرأ من هذه الأعمال التخريبية وينفى أن للسلفييين دورا فى ذلك تماماً.. فيرتفع صوت آخر يقول إن فلول النظام القديم هم الذين يسعون لتدمير ثورة 25 يناير، تلك الثورة العظيمة التى شهد لها العالم كله ومن حقنا أن نحافظ عليها لأنها حققت أحلاماً لم يكن أحد يتخيلها.. ولكن كل هذه الافتراضات والحقيقة لاتزال غائبة.. بل تائهة.. وننتظر أن يتعامل المجلس الأعلى للقوات المسلحة بيد من حديد، كما وعدنا، ليعيد الحقيقة ويعيد أيضاً هيبة الدولة،.. لأننا فى النهاية لا نطلب سوى الأمن والأمان، أصبح مؤكدا أن هناك يدا خارجية تعبث وتتدخل وتبث سمومها فى كل شىء.. وهناك مخطط صهيونى، يلف ويدور حول الكيان المصرى.. ولابد ألا ننسى أبداً تصريحات رئيس المخابرات الإسرائيلية السابق إيهود عزار.. فقد اعترف رئيس المخابرات الإسرائيلية السابق - الموساد - بأنه نجح فى إحداث فتن طائفية بين المسلمين والمسيحيين فى مصر.. وأنه يجدد فى طرق الوقيعة بين الطرفين باعتبارها من الأمور الصعبة التى يحتاج معها إلى خبرات طويلة فى الغوص فى نفسية الشعب المصرى ودراسة تاريخه على مدى مئات السنين.. هكذا كان تصريح رئيس الموساد.. وهو أمر لابد أن يكون أمامنا ولا نغفل عنه.. لأن الموساد لا يهدف إلى هذا المستوى من الفتنة ، بل هو- لا قدر الله - يريد أن تنقسم مصر إلى جمهوريتين واحدة إسلامية وأخرى مسيحية، وهو ما يجعلنا فى مصر يقظين إلى لم الشمل وعدم الانسياق للفرقة.. ولهذا فأنا أقول للشيخ محمد حسان، أستحلفك أن تعقد لقاءات مع مسؤولى المدارس السلفية المختلفة التى تحض على الفتنة وحسم ذلك الأمر الذى يعصف بنا جميعاً.. ولا ننس أن عمرو بن العاص رضى الله عنه عندما فتح مصر الدولة القبطية.. أعطى الأمان للمسيحيين وقام بحماية كنائسهم وحماية معتقداتهم لأن الدين لله والوطن للجميع.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة