قال الكاتب والمحلل الروائى الليبى هشام مطر إن إعلان المحكمة الجنائية الدولية سعيها لإصدار مذكرة اعتقال بحق القذافى ونجله سيف الإسلام ومدير جهاز المخابرات عبد الله السنوسى، بتهم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، إنما يمنح الليبيين فرصة فريدة لرؤية العدالة وهى تتحقق لبلادهم بعد عقود أربعة تعلموا فيها أن الجرائم يكافئ عليها.
وكتب مطر تحت عنوان "العدالة ترضى رغبة عميقة وليس الثآر" مقاله فى صحيفة التايمز، والذى نشرته موقع هيئة الإذاعة البريطانية، مشيرا إلى أن الليبيين ظلوا يتخيلون طويلا ما الذى سيفعلونه بالقذافى إذا تمكنوا منه، لكنه يؤكد أن الثآر يفضى إلى لا شىء فى الوقت الذى تعلم فيه العدالة المجتمع قيم المساءلة والمحاسبة القانونية.
وكان جاب الله مطر والد الكاتب، وهو أحد المعارضين لنظام القذافى، قد تم خطفه من القاهرة عام 1990 ولم يعثر على أثره حتى الآن. وعمل مطر الأب عقيدا بالجيش الليبيى قبل الثورة التى أتت بالقذافى لحكم البلاد، حيث كان من أشد معارضى الديكتاتور الليبيى وقد قام بتنظيم المجموعات المعارضة خلال إقامته فى القاهرة التى فر إليها عام 1980 لتجنب إلقاء القبض عليه.
وفى مارس 1990 اختفى مطر تماما ورغم وصول عدة رسائل لأبناءه فيما بعد تشير إلى أنه على قيد الحياة آخرها عام 1995. إلا أنه تبين عام 2002 أن السلطات الليبية قضت بإعدام 1200 من سجناء أبو سالم ذات السجن الذى قيل أن والدهم به، لكن أحد الأصدقاء أبلغ أبنه هشام أن أحد السجنانين قال إنه شاهد مطر فى سجن سياسى بطرابلس يعرف بـ "بوابة جهنم".
ورغم محاولات أبنائه مناشدة الجماعات الحقوقية الدولية والحكومات الغربية إلا أن جميعها باءت بالفشل. ليظل مصير الأب، صاحب الـ 72 عاما إذا كان حيا حتى الآن، مجهول.
كاتب ليبى : قرار اعتقال القذافى يجعل الليبيين يرون العدالة لأول مرة منذ 40 عاما
الخميس، 19 مايو 2011 05:07 م
الرئيس الليبى معمر القذافى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة